السؤال
4333 - حدثنا أبو نعيم حدثنا إسرائيل عن مخارق عن طارق بن شهاب سمعت ابن مسعود رضي الله عنه قال: شهدت من المقداد، وحدثني حمدان بن عمر حدثنا أبو النضر حدثنا الأشجعي عن سفيان عن مخارق عن طارق عن عبد الله قال: قال المقداد يوم بدر يا رسول الله إنا لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون ولكن امض ونحن معك. فكأنه سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ورواه وكيع عن سفيان عن مخارق عن طارق أن المقداد قال ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم.
ملاحظة: قول المقداد للآية (أذهب أنت وربك....) وكان ذلك في يوم بدر مع أن هذه الآية من سورة المائدة وسورة المائدة لم تنزل إلا بعد سورة الفتح!! فهل من الممكن من حضراتكم حل ذلك الإشكال بين الحديث والآية؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحديث المذكور حديث صحيح رواه البخاري وغيره، والآية المشار إليها من سورة المائدة وهي مدنية باتفاق كما قال أهل التفسير وعلوم القرآن.
قال ابن عاشور في التحرير: نزلت بعد سورة الممتحنة.. وقد نزلت منجمة، كما قال صاحب التحرير: ولا ينبغي التردد في أن سورة المائدة نزلت منجمة. أي مفرقة النزول حسب الوقائع ولم تنزل جملة واحدة كغيرها من أكثر سور القرآن، كما قال تعالى: وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا {106}، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل الآية قال: ضعوا هذه الآية في مكان كذا من سورة كذا. صححه الألباني في مشكاة المصابيح.
ويؤيد هذا ما ورد في فتح الباري لابن رجب في عين هذه المسألة حيث قال: وأما دعوى نزول سورة المائدة كلها في حجة الوداع فلا تصح، فإن فيها آيات نزلت قبل ذلك بكثير، وقد صح أن المقداد قال للنبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر: لا نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون. فدل هذا على أن هذه الآية نزلت قبل غزوة بدر.
وبما ذكر يزول الإشكال.
والله أعلم.