السؤال
أنا شاب في الثلاثين من عمري أسكن أنا وأسرتي مع والدي ووالدتي وإخوتي في نفس البيت، ويوجد في البيت محلات تجارية مؤجرة، ومن ضمن المحلات يوجد فتحة مطعم ملك لوالدي وأنا الذي أعمل في هذا المطعم وأدير جميع شؤونه بشكل كامل، ومقابل ذلك أعطي والدي يوميا مبلغ ألفي ريال فرضها والدي علي وفي نفس الوقت يأخذ من المطعم للبيت بعض الصرفة إن توفرت مثل الخضار وغيرها، كما أن والدي يأخذ لجدي ربع دجاجة يوميا وغداء ويأخذ ربع دجاجة مع الأرز والخبز يتصدق بها ويأخذ نصف دجاجة له أيضا يوميا، والخلاصة أن المطعم يؤخذ منه في بعض الأحيان ما يثقل كاهلي، حيث إنه في بعض الأيام يوجد عمل وبعض الأيام أصرف من الضمار، والعمل أصبح أقل وارتفعت الأسعار مما أثقل كاهلي ناهيكم عن أن فاتورة الكهرباء حق البيت كاملة أنا من يسددها هي والماء، وأشتري كل ثلاثة أيام وايت للبيت والمطعم على حسابي بمبلغ 1700 ريال وفي الحقيقة كنت في غاية الحيرة أريد ترك المطعم بيد أني لا أستطيع، لأنه ينفجر خلاف شديد بيني وبين والدي وذلك بقوله أنني لا أقدر النعمة وأنني لست إنسانا جادا في العمل وغيرها من التهم منها ما هو صدق ومنها ما هو دون ذلك، والأهم من كل ذلك أنه في أحد الأيام وكانت جمعة وبعد صلاة الجمعة تحديدا طلب أخي الأصغر مني عمره في العشرينات غداء من نصف دجاج وخبز وببسي فرفضت لما كان الحال من عمل غير متحرك وخسارة أكبر من الربح فذهب أخي إلى أبي يشكوني فجاء أبي الذي يعاني من الضغط والسكر إلي غضبانا وأخبرني أنني سوف أعطي أخي الغداء بالقوة غصبا عني مما جعلني أتوتر وأفقد صوابي، فما كان مني إلا أن رفضت وحصل شجار بيني وبين أبي ومشادة كلامية أضطر أخي الكبير وأخي الذي يصغره إلى إدخالي إلى البيت أنا وأبي وفي الداخل ارتفعت الأصوت ولا يخفى عليكم أنني كنت في غاية التوتر حيث إنني كنت أتلفظ على أبي بكلمات غير لائقة كقولي له يا ظالم وغيرها من الكلمات التي هي أشد منها، في تلك الأثناء سمعت والدتي الشجار ـ التي كانت تعاني من الضغط والسكر وكانت تحبنا وترعانا غاية الرعاية ـ لما سمعت الشجار نزلت وحاولت أن تترجى والدي أن نكف عن الشجار، ولكن دون أي جدوى فكانت وتيرة الشجار ترتفع بشكل أقوى وبشكل مخيف مما اضطر أخي الكبير إلى أن يقول لوالدتي يا أمي اطلعي فوق سوف يقتلونك فصعدت أمي مستجيبة لأخي الكبير وهي في حزن وأسى لا يكاد يوصف ولم تجد كلمات إلا أن دعت علينا قائلة: الله لا يربحكم، الله لا يرزقكم ـ وكانت تلك المرة الأولى على الإطلاق التي تدعي أمي علينا فيها، فهي لم تفعل ذلك قط طيلة حياتها ـ وما هي إلا لحظات تبعها أخي الكبير ليتفقد حالها فإذا بالفاجعة حيث فاضت روحها إلى بارئها مفارقة الحياة إثر ارتفاع ضغطها، اسودت الدنيا في عيني لم تسعني الدنيا كنت بارا بها وكنت أكثر أولادها خدمة لها، وكنت أكثر من يضحي في البيت كاملا عملا ومالا وكنت وكنت، ولكن ماذا حدث؟ ما هي الخاتمة التي حدثت لي مع والدتي؟ الآن سيدي أنا في حال يرثى له، وغير ذلك أن عملي كل يوم وهو إلى الأسوإ ولدي سؤال: هل لي من توبة؟ وما ذا ينبغي علي أن أعمل؟ وكيف يغفر الله لي؟ وجزاكم الله ثوابي الدنيا والآخرة.