السؤال
أذكر قولا أن أحدهم قال لعمر إن التوبة من الشرك قد تقبل وذلك قيل بمناسبة التوبة من الزنا أنه قد تقبل توبة الذنب الأعظم من ذلك وهو الشرك، أرجو التوضيح ولماذا قيل قد قبل التوبة وليس تقبل؟.
أذكر قولا أن أحدهم قال لعمر إن التوبة من الشرك قد تقبل وذلك قيل بمناسبة التوبة من الزنا أنه قد تقبل توبة الذنب الأعظم من ذلك وهو الشرك، أرجو التوضيح ولماذا قيل قد قبل التوبة وليس تقبل؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فاعلم أن التوبة مقبولة من جميع الذنوب إذا لم يبلغ التائب حد الغرغرة ولم تغرب الشمس من مغربها والعبارة المذكورة لم نطلع عليها بعد البحث في مظان وجودها، لكن مذهب أهل السنة أن التوبة مقبولة من سائر الذنوب إذا لم يفت أوانها ولا يقولون قد تقبل، بل يقول إن للتوبة شروطا إذا توفرت قبلت وإلا فلا،
فالكافر إذا تاب قبلت توبته وغفر له ما قد سلف، لأن الإسلام يهدم ما قبله وصاحب الكبيرة إذا تاب إلى الله تعالى تاب عليه، قال تعالى: قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين {الأنفال:38}.
قال ابن كثير في تفسيرها: قل للذين كفروا إن ينتهوا ـ عما هم فيه من الكفر والمشاقة والعناد، ويدخلوا في الإسلام والطاعة والإنابة، يغفر لهم ما قد سلف، أي من كفرهم وذنوبهم وخطاياهم. انتهى.
وقد روى الترمذي من حديث أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم: إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم: لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم: إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة.
فهذا صريح في أن التوبة تكفر جميع الذنوب والشرك هو أعظمها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية: فإن الذنوب مطلقا من جميع المؤمنين هي سبب العذاب، لكن العقوبة بها في الآخرة في جهنم تندفع بنحو عشرة أسباب السبب الأول التوبة، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والتوبة مقبولة من جميع الذنوب الكفر والفسوق والعصيان، قال الله تعالى: قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف ـ سورة الأنفال. انتهى.
والله أعلم.