السؤال
أنا ياشيخ أمارس السحاق مع أنني محافظة على الصلوات والأذكار، ولكني بعد الممارسة أكره نفسي كرها شديدا وأبكي وأتوب من قلبي، ولكن النفس أمارة بالسوء، فأعود مع أن علاقتي بصديقتي ليست بشأن السحاق، فنحن مثل أعلى للصداقة والأخوة، ونندم كلتانا بعد الممارسة، فهل عندما نتوب ثم نعود لا يغفر لنا ما تبنا منه في المرة الأولى، لأننا عدنا إلى نفس الذنب وصديقتي لا تصلي الصلوات لذلك اليوم خجلا وحياء من الله، فهل يجوز أو لابد أن تقضيها؟ وماذا نفعل لكي ربي يغفر لنا ذنبنا؟ وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما تفعلانه من الذنب جرم عظيم وإثم جسيم، وقد سماه الله تعالى فاحشة في قوله: واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم { النساء: 15} الآية على أحد القولين للمفسرين أنها في المساحقة وهو مروي عن مجاهد واختاره أبو مسلم ورجحه أبو حيان، وقد عد العلامة ابن حجر في كتابه الزواجر المساحقة من الكبائر، فعليكما أن تتوبا إلى الله توبة نصوحا صادقة وأن تندما على عظيم جنايتكما، والذي ننصحك به أن تبتعدي عن صديقتك تلك فلا تجتمعي بها، فإن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة، وإذا كان اجتماعكما هو الذي يتسبب عنه مواقعة هذه الرذيلة فلتتركا هذا الاجتماع وتلك المصادقة طاعة لله تعالى وطلبا لمرضاته وتحقيقا للتوبة وحرصا على عدم العودة إلى الذنب، واستحضري دائما مراقبة الله تعالى لك واطلاعه عليك وعلمه بما تسرين وما تعلنين وأنه لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، وتفكري في الموت وما بعده وفي الموقف بين يدي الله جل اسمه، وأن الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وأما التوبة فإنها تمحو أثر الذنب كما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
فإذا عاود العبد الذنب مرة أخرى لم يكن ذلك قادحا في توبته الأولى إذا وقعت مستوفية لشروطها وأركانها، وأما ترك صديقتك الصلاة بعد مواقعة الذنب فإنه أعظم من نفس الذنب الذي ارتكبته، وهو من الخذلان المطابق لقول بعض السلف: إن من علامة السيئة السيئة بعدها ـ ولبيان خطورة ترك الصلاة وعظيم إثمه تنظر الفتوى رقم: 130853.
والواجب عليها أن تقضي الصلوات التي تعمدت تركها في قول جمهور أهل العلم.
والله أعلم.