السؤال
هل ثبتت نبوة ذي الكفل واليسع؟ وهل هناك خلاف في ذلك؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
أما ذو الكفل فقد قال ابن كثير وغيره إن ظاهر سياق القرآن يدل على أنه نبي لأنه قرن مع الأنبياء في قوله تعالى: وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين (85) وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين (86) الأنبياء.} .
أما إسماعيل فالمراد به ابن إبراهيم الخليل، عليهما السلام، وقد تقدم ذكره في سورة مريم، وكذلك إدريس، عليه السلام.
وأما ذو الكفل فالظاهر من السياق أنه ما قرن مع الأنبياء إلا وهو نبي. وقال آخرون: إنما كان رجلا صالحا، وكان ملكا عادلا وحكما مقسطا، وتوقف ابن جرير في ذلك، فالله أعلم.
وقال ابن جريج، عن مجاهد في قوله: { وذا الكفل } قال: رجل صالح غير نبي، تكفل لنبي قومه أن يكفيه أمر قومه ويقيمهم له ويقضي بينهم بالعدل، ففعل ذلك، فسمي: ذا الكفل. وكذا روى ابن أبي نجيح، عن مجاهد أيضا.انتهى.
أما اليسع فلم نجد من ذكر الخلاف في نبوته فهو نبي مرسل ، قال تعالى في سورة الأنعام :وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين (86) ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم (87) ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون (88) أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين (89) أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا أسألكم عليه أجرا إن هو إلا ذكرى للعالمين (90).
قال القرطبي في تفسيره وهو يذكر الخلاف في أولي العزم من الرسل: وقيل : هم نجباء الرسل المذكورون في سورة "الأنعام" وهم ثمانية عشر : إبراهيم ، وإسحاق ، ويعقوب ، ونوح ، وداود ، وسليمان ، وأيوب ، ويوسف ، وموسى ، وهرون ، وزكرياء ، ويحيى ، وعيسى ، وإلياس ، وإسماعيل ، واليسع ، ويونس ، ولوط. واختاره الحسن بن الفضل لقوله في عقبه : {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده} [الأنعام :90. انتهى.
والله أعلم.