طرق عملية لعلاج داء الكبر

0 261

السؤال

هل هناك طرق عملية للتخلص من الكبر؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن داء الكبر من الأدواء التي يجب على المسلم أن يطهر قلبه منها، وذلك لسقوط المتكبر من عين الله ولتوعده إياه، قال صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر.

وانظر الفتوى رقم: 10706.

ولمعرفة علاج الكبر انظر الفتوى رقم: 19854.

ومن الطرق العملية التي يعالج بها الكبر الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأفعال التي تدل على تواضعه، ومن ذلك:

أولا: التحدث عن نفسه، ففي مسند أبي يعلى عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يأكل متكئا يقول: آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد.

وفي سنن ابن ماجه عن أبي مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إني لست بملك، إنما أنا ابن امرأة تأكل القديد.

والقديد اللحم المجفف. 

  ثانيا: مجالسة الضعفاء ومؤاكلتهم والسلام عليهم، قال تعالى: واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا {الكهف:28}.

وقد كان يسلم على النساء والصبيان، روى البخاري في الأدب المفرد عن أسماء بنت يزيد قالت: ألوى النبي صلى الله عليه وسلم بيده إلى النساء بالسلام.

وفي الصحيحين عن أنس ـ رضي الله عنه: أنه مر على صبيان، فسلم عليهم، وقال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله.

ثالثا: مساعدة أهل بيته في الخدمة، ففي صحيح البخاري عن الأسود بن يزيد، قال: سئلت عائشة ـ رضي الله عنها ـ ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله ـ يعني: خدمة أهله ـ فإذا حضرت الصلاة، خرج إلى الصلاة.  

وفي مسند أحمد وصححه الأرناؤوط عن عروة عن أبيه، قال: سأل رجل عائشة هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته شيئا، قالت: نعم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخصف نعله ويخيط ثوبه ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته. 

وإذا تتبعت السيرة النبوية وهدي الخلفاء الراشدين وبقية الصحابة والتابعين لوجدت من مثل هذه الأمثلة الكثير، وجماع الخير في دعاء الله تعالى أن يرزقه التواضع، روى ابن ماجه في سننه، بإسناد صحيح عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة     المساكين.                                                                                                 
 والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات