السؤال
تزوجت وكان عمري 17 عاما، وانفصلت عن زوجي بعد سنة، فقد كان مدمن مخدرات ويضربني يوميا، وكنت قد رزقت منه ببنت، ربيت ابنتي إلى أن تخرجت من الجامعة، وقد تقدم لخطبتها اثنان وكنت أرى أنهما غير مناسبين لها، ولم تكن نظرتي أبدا مادية بل كنت أنظر لها من الناحية العلم والدراسة التي تضمن لها المستقبل مع زوجها، ولكنها رمت بكلامي عرض الحائط وذهبت لوالدها الذي لا يعرف عنها شيئا، وللأسف أخبرت والدها بأنها تحب هذا الرجل وقام بتزويجها، و تزوجت منه من دون علمي، رجل متزوج وقد سمعت عن زواجها من رساله أتتني على الإنترنت وصدمت صدمة قوية. كيف أصبر على هذه الصدمة والتي أتت من أقرب الناس إلي وهي ابنتي، وهذا الحادث حدث في خلال عشرة أيام فقط؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد :
فبما أن الأمر قد تم ووقع فلا مناص من الصبر عليه, والصبر يكون بحبس النفس عن التسخط على قدر الله تعالى بالقول أو الفعل, ومما يعينك على الصبر علمك بأن هذا أمر قدره الله تعالى فلا مفر منه. وقد قال عبادة بن الصامت رضي الله عنه لابنه : يا بني إنك لن تجد طعم حقيقة الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ... رواه أحمد و أبو داوود .
فالسخط والجزع لا يفيد، وأفضل منه أن تجتهدي في دعاء الله لها بأن يسعدها في زواجها فدعاء الوالد لولده مستجاب كما جاء في السنة, والتمسي لها العذر أيضا فلعلها رأت فيمن تقدم لها من الدين والخلق ما لا يمكن تفويته وما هو خير لها من المستوى العلمي أو الدراسي, ولا تعطي الأمر أكبر من حجمه لا سيما وقد أديت ما عليك من الرعاية والتربية، ونسأل الله أن تجديه في ميزان حسناتك يوم تلقينه , وانظري الفتوى رقم 60838عن رفض الأم للخاطب الذي تريده البنت , والفتوى رقم 74609والفتوى رقم 120299والفتوى رقم 104827. وهذه الأخيرة عمن تزوجت ابنتها بغير رضاها فهجرتها عقابا لها .
والله أعلم.