المسلم يستجلب الخشوع بدون تقصير في الواجبات المطلوبة

0 180

السؤال

هل الملك الذي يوجه الإنسان المسلم إلى الخير يوجهه أثناء الصلاة ويأمره بترك ما يلهيه عن الخشوع في الصلاة من أمور الدنيا؟ فأنا أعاني من هذا ولا أخشع في صلاة قط حتى أترك الوظائف التي أحبها فأجد الخشوع في الحال وأيضا عندما أعمل في وظيفة أكرهها أجد الخشوع في الصلاة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فإن الملك يلم بقلب ابن آدم يأمره بالخير ويحثه عليه، ولا شك في أن الخشوع في الصلاة من جملة الخير الذي قد يأمره به الملك، قال ابن القيم: وفي الحديث المشهور: إن للملك بقلب ابن آدم لمة، وللشيطان لمة، فلمة الملك: إيعاد بالخير وتصديق بالوعد، ولمة الشيطان: إيعاد بالشر، وتكذيب بالوعد، ثم قرأ: الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء {البقرة: 268} الآية، فالملك والشيطان يتعاقبان على القلب تعاقب الليل والنهار، فمن الناس من يكون ليله أطول من نهاره وآخر بضده، ومنهم من يكون زمنه نهارا كله، وآخر بضده، نستعيذ بالله تعالى من شر الشيطان. انتهى.

فعلى العبد أن يعين الملك على نفسه ويستجيب لنصحه ويفر ما أمكنه من كيد الشيطان ويتعوذ بالله من شره، فاحرص أيها الأخ الكريم على الخشوع في صلاتك، واعلم أن عدم خشوعك فيها هو من تلبيس الشيطان عليك ومكره بك، ولبيان بعض ما يعين على تحصيل الخشوع في الصلاة انظر الفتاوى التالية أرقامها: 141043، 138547، 124712.

وأما تركك الوظائف التي تحبها من أجل تحصيل الخشوع فهو أيضا من تلبيس الشيطان عليك، فإن المسلم يوازن بين الواجبات المنوطة به ليأتي بها جميعها دون إخلال بشيء منها على ما بيناه في الفتوى رقم: 178983.

فاحرص على تحصيل الخشوع دون أن تقصر فيما يجب عليك من الأمور الأخرى واستعن على ذلك بالله تعالى، فإن الهدى هدى الله.

 والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات