السؤال
لماذا ابناؤنا يخافون من اختبارات الدنيا ولا يخافون من اختبار الآخرة وكيف نزرع في قلوبهم الخوف من اختبار الآخرة؟
لماذا ابناؤنا يخافون من اختبارات الدنيا ولا يخافون من اختبار الآخرة وكيف نزرع في قلوبهم الخوف من اختبار الآخرة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فخوف الإنسان من عدم نجاحه في امتحانات دراسته أو أي أمر من أموره مما يقع عند كثير من الناس يرجع إلى الخوف الجبلي الخارج عن إرادة الإنسان، ومثل هذا لا يذم شرعا، فقد ذكر الله عن نبيه موسى أنه خاف من المخلوقين، فقال سبحانه: (ففررت منكم لما خفتكم) [الشعراء:21].
لكن الاستسلام والاسترسال لمثل هذا الخوف حتى يصبح هاجسا يسيطر على ذهن الإنسان مما ينافي كمال الرضا والتسليم، والخوف النافع للإنسان هو ما حمله على الجد والسعي، واتخاذ الأسباب المناسبة لاتقاء المخوف، وما زاد على ذلك فهو مرض وسلبية، وما نقص فهو نوع تفريط قد يلام عليه المرء، وهذا التوازن مطلوب في شئون الدنيا وفي أمور الآخرة.
فينبغي علينا أن نوجه أبناءنا كما أنهم يستعدون لاختبارات الدنيا، فليستعدوا للاختبار الأعظم يوم القيامة، ويكون توجيههم عمليا بالتربية المتوازنة وتعظيم ما عظم الله ورسوله من حرمات الله وأوامره، فإن فعل الأوامر واجتناب المناهي هو الاستعداد الحقيقي لاختبار الآخرة، هذا الاختبار الذي يجب عليهم أن يخافوا منه، وأن يستعدوا لنتيجته التي تنتظرهم (فريق في الجنة وفريق في السعير) [الشورى:7].
فلا يجوز لمؤمن أن يخاف من مخلوق أو أمر من أمور الدنيا ولا يخاف من خالقه ولا يستعد للقائه؟
والله أعلم.