هل تمني موت الأم المريضة العاجزة من العقوق

0 276

السؤال

لي أخ ذكر, وآخر متوفى قبل عدة سنوات, وليس لدينا أخوات, وأمي مريضة نفسيا منذ أكثر من عشرين سنة, وأبي مع أنه طبيب, إلا أنه يرى أنها تدعي المرض؛ للتهرب من مسؤولية البيت وزوجها والأولاد, ولاحظنا أنها تنشط في أشياء خارج المنزل, ولكنها لا تفعل شيئا في المنزل؛ مما اضطر أبي أن يقوم بالطبخ بعد أن يعود من عمله, وأصبحت لا تبالي بنا ولا بالبيت, وبعد فترة ضعف نظرها, ورفضت عمل عملية في العين؛ حيث إنا نريد منها فقط أن تبصر لتذهب للحمام وحدها, وتأكل وحدها؛ حتى لا تزيد علينا الأعباء أكثر, لكنها رفضت, وعندما عملنا العملية أفسدتها, وأتلفت عينها بحكها بشدة, وهذا ضاعف الأعباء على زوجتي, ولكنها تحملت, ومؤخرا دخلت زوجتي في مشادة مع خالتي, وقررت بسببها عدم تحمل مسؤولية أمي, وأنا أعلم أنه لا يجب عليها ذلك, ويكفيها ما كانت تقوم به تطوعا منها, وكل شخص في الأسرة بدأ يتضايق من أمي لكثرة مشاكستها, وعدم رغبتها في أن تعين الناس على خدمتها, وحقيقة أنا لا أحمل تجاهها أي مشاعر؛ لأنها لم تشعرنا يوما أنها مهتمة لأمرنا, ولم تفعل كما تفعل الأمهات: أن تتعب لراحة أبنائها, وأصبحت أنا وأخي مشرفون على نظافتها وغيارها بعد امتناع زوجتي, وعندما طلبت منها أن تحضر خادمة رفضت حتى الإشراف عليها, أصبحت أتمنى وفاة أمي؛ حيث إنها سببت لنا الكثير من المتاعب والمشاكل, وأبي لم يذق طعم الراحة حتى وفاته, وهي لا يهمها غير أن تأكل وتطلب, ولا يهمها معاناة الناس حولها.
أريد فتواكم وتوجيهكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يخفى ما جعل الشرع من مكانة للأم, وما لها من حق على ولدها في البر بها والإحسان إليها، وقد وردت بذلك كثير من النصوص، وسبق بالفتوى رقم 144621 ذكر جملة منها فراجعها, فاحرصوا على البر بأمكم, وعدم التقصير في حقها، وإن كانت قد سبقت منها إساءة إليكم وتقصير في حقكم فليس لكم معاملتها بالمثل، بل يجب عليكم الإحسان إليها, وإن أساءت إليكم، وانظر الفتوى رقم 21916

 فنوصيكم بالصبر عليها, فعاقبة الصبر خير في الدنيا والآخرة، وراجع في فضائل الصبر الفتوى رقم 18103.

وأما تمني موتها فلا يجوز, وهو نوع من العقوق. وإن كنت تضيق ذرعا بمتاعبها فتذكر ما تعبت به حين حملتك في بطنها، وما قد تكون عانت منه من أمراض أو سهر ونحو ذلك, ثم إنه ما يدريكم فقد تكون فعلا مصابة بمرض نفسي تعذر به فيما قد يصدر منها من تصرفات وأذية للآخرين.

ولا شك في أنه لا يلزم زوجتك خدمة أمك، وقيامها بذلك دليل على كريم خلقها، ولا ينبغي لها أن تحرم نفسها هذا الخير والثواب الجزيل بسبب ما حدث بينها وبين خالتك من مشكلة.

وننبه هنا إلى أنها إذا كانت قد تحتاج إلى من يقوم بنظافتها على حال يقتضي الاطلاع على عورتها، فلا يجوز أن يقوم بذلك أحد من ابنيها إلا لضرورة، وتراجع الفتوى رقم 65073.  

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة