السعادة الدنيوية والأخروية تكمن في الدين الحق

0 1999

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيمالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته:معظم الشباب بل معظم الناس يعتقدون أن البهجة والانبساط تكمن فقط في الأفعال التي قد تغضب الله هل لي أن تدلوني على بعض الأشياء التي تسعد الناس دونما يكون فيها معصية لله وكيف لنا أن نستمتع بعبادتنا ونحس فيها بالسعادة وكيف لنا أن نوطن النفوس ونجعلها تستكين وتحس في عبادتها لله بكل سعادة ، افيدونا أفادكم الله وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن كثيرا من الشباب اليوم -لفرط جهلهم وقلة فهمهم- يعتقدون أن كل من تمسك بهذا الدين يجب أن يكون له شكل معين.
ولم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتميزون عن الناس بشيء، وإنما كانوا جزءا من مجتمعهم يعيشون معه الأفراح والأتراح، بل كان الرسول صلى الله عليه وسلم مخالطا للناس يداعبهم ويضحك معهم، وينشد معهم الأناشيد ثبت ذلك كله في السنة.
وكان صلى الله عليه وسلم وهو الأسوة الحسنة أنظف الناس ثيابا وأطيبهم ريحا، يقول أنس رضي الله عنه، خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين.. فما رأيت أنظف منه ثيابا ولا أطيب ريحا.
فهذه هي تعاليم الإسلام ونبينا صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن، يقول الله تعالى:وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا [القصص:77]. ويقول تعالى:يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين [الأعراف:31].
فهذا الدين ملائم لفطرة الإنسان يلبي كل رغباته المادية والروحية، ففي الصحيحين عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: إن لربك عليك حقا، وإن لبدنك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا، وإن لزورك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه....
وفي صحيح ملسم عن حنظلة بن ربعي رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلمقال له ولكن يا حنظلة ساعة وساعة.
فهذا التوازن الذي يضع كل شيء في محله ويعطي كل ذي حق حقه، لا يوجد إلا في دين الله الذي لم يحرف ولم يبدل.. وهو دين الإسلام.
ولهذا نلاحظ طغيان الجانب الروحي على الديانة المسيحية المحرفة مما جعلهم يرفضونها، ويتمردون عليها لأنها تصطدم بالفطرة الإنسانية، ونرى الفلسفة المادية الغربية تهمل الجانب الروحي مما أدى بكثير منهم إلى الفرار منها لإشباع خوائهم الروحي... بل ربما أدى بهم ذلك إلى الانتحار -والعياذ بالله- وذلك للتخلص من الهموم.
فالذي يسعد الناس في هذه الحياة وبعد الممات هو التوازن الطبيعي الذي فطر الله عليه الناس، وإعطاء كل ذي حق حقه بحيث لا يطغى جانب على جانب.
والذي يجعل المسلم يسعد بعبادة ربه هو الإيمان العميق والحب لله ولرسوله ودينه، فبذلك يطمئن قلبه ويسعد بعبادته.
:الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب*الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب [الرعد: 28-29].
ولهذا كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ويقول: جعلت قرة عيني في الصلاة. ويقول: أرحنا بها يا بلال.
وكان الصحابي يذهب إلى أخيه ليحدثه عن الإيمان فيقول له :اجلس بنا نؤمن ساعة.. لأنه يجد السعادة والمتعة في العبادة والحديث عن الدين.
وأخطر شيء على قلب المسلم هو البعد عن الله وكثرة المعاصي ومخالطة أهل الغفلة، وطول الأمل.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات