السؤال
عندي مال مدخر من راتبي، وأنا على وشك الزواج - إن شاء الله -، والحمد لله خطيبي ينوي التكفل بمصاريف الزواج، لكن والدتي تريدني أن أخرج مالي المدخر لأشتري به "أدباشا" خاصة بي وببيتي الجديد - إن شاء الله -.
أنا - والحمد لله - راضية ومكتفية بما لدي، ولي أخت في الله تعيش ظروفا خاصة جدا، وهي في ابتلاء, وقد طلبت مني أختي هذا المال المدخر, وأراها أحوج مني إليه، وطلبت مني أيضا كتمان أمرها عن معارفي, وأنا أريد تسليمها مالي والتكتم على الأمر، لكني أخشى أن أغضب والدي دون حق إذا سألاني عن مالي فيما أنفقته وتمنعت عن إجابتهما, فأشيروا علي بما فيه الصلاح.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فزادك الله حرصا على الخير ورغبة فيه، ثم الذي نراه لك هو أنه إن أمكنك التعريض بحيث لا يشعر والداك بأنك تصدقت بهذا المال فيغضبان منك فتصدقي به، وتكونين بذلك قد جمعت بين مصلحة الصدقة ومصلحة عدم إغضاب الوالدين، وانظري الفتوى رقم: 131171, وإن لم يمكنك ذلك وعلمت أنهما يطلعان على الأمر فيغضبان فكلميهما بلين ورفق, وبيني لهما أنك لست بحاجة إلى هذا المال, وأن صدقتك به خير لك وأعظم أجرا, فإن اقتنعا ورضيا فبها ونعمت, وإلا فيمكنك أن تتصدقي ببعض المال, وتمسكي بعضا جمعا بين المصالح, وليكن مقدار ما تتصدقين به هو المقدار الذي لا يغضبهما.
والله أعلم.