السؤال
أعاني من الغازات في البطن, وأحيانا صعوبة التحكم فيها, وأحاول أن أحبسها وقت الصلاة, ولكن الغازات تخرج بعض الأحيان؛ لهذا أذهب إلى المسجد قبل الإقامة بخمس دقائق أو أقل, فهل لي أجر الذي يذهب إلى المسجد مع الأذان أو قبل الأذان؟ وهل عند خروج هذه الغازات أو الريح ينتقض الوضوء؟ وماذا أفعل إذا خرج الريح أثناء الصلاة؟ هل أقطع صلاتي أم أكملها وبعد الانتهاء أذهب لأتوضأ وأعيد صلاتي في البيت؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه, أما بعد:
فإذا كان من عادتك أن تبكر إلى الصلاة ثم طرأ عليك عذر حملك على التأخر, فنرجو أن يكتب الله لك أجر التبكير, وقد دلت السنة على أن المسلم إذا مرض كتب له ما كان يعمله في أيام صحته، كما في الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه من حديث أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا. اهــ , قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: وهو في حق من كان يعمل طاعة فمنع منها, وكانت نيته لولا المانع أن يدوم عليها.
قال ابن بطال في شرح صحيح البخاري: فلذلك كل مرض من غير الزمانة, وكل آفة من سفر وغيره يمنع من العمل الصالح المعتاد، فإن الله قد تفضل بإجراء أجره على من منع ذلك العمل بهذا الحديث. انتهى.
وفي شرح رياض الصالحين للشيخ العثيمين: فالمتمني للخير الحريص عليه إن كان من عادته أنه كان يعمله, ولكنه حبسه عنه حابس, كتب له أجره كاملا. اهــ .
وأما السؤال عما إذا كنت تخرج من الصلاة إن انتقض وضوؤك: فإن جوابه أن الأصل الخروج من الصلاة وإعادة الوضوء إن انتقض, ولكن إذا كان يتكرر منك خروج الريح بحيث لا ينقطع وقتا يكفي لأن تصلي فيه بطهارة صحيحة فإنك تعتبر صاحب سلس ريح، فتتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها, وتصلي الفريضة وما يتبعها من نوافل, ولا يضرك ما خرج منك, وانظر الفتوى رقم: 151647، عن علاج من يتوهم أنه خرج منه ريح, والفتوى رقم: 8777، عن وضوء وصلاة صاحب سلس الريح، وكذا الفتوى رقم: 125091.
والله تعالى أعلم.