السؤال
بسم الله الرحمن الرحيموالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهإن السخط والعياذ بالله من الله على العبد بارتكابه المعاصي والابتلاء هما في الواقع قريبان من بعضهماالبعض ، كما في حديث إن الله إذا أحب عبدا أو أحب قوما ابتلاهم كي يمتحن إيمانهم ، فكيف يفرق الإنسان بين السخط والابتلاء لأنهما متشابهان. أوضحوا لنا هذه المسائل وأفيدونا جزاكم الله كل خير وأرجوا الاهتمام.....
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما ينزل بالعبد من مصائب وآلام وأحزان، مما يكفر به من سيئاته، فهي رحمة من الله تعالى به، سواء كانت عقوبة على ذنب، أو كانت ابتلاء لرفع الدرجات، فقد روى أحمد والترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أراد الله بعبده الخير، عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة. وللحديث قصة مثبتة في رواية أحمد عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه: أن رجلا لقي امرأة بغيا في الجاهلية، فجعل يلاعبها حتى بسط يده إليها فقالت المرأة: مه، فإن الله عز وجل قد ذهب بالشرك، -وفي رواية ذهب بالجاهلية- وجاءنا بالإسلام، فولى الرجل، فأصاب وجهه الحائط فشجه، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: أنت عبد أراد الله بك خيرا، إذا أراد الله عز وجل بعبد خيرا.....الحديث.
ومجيء المصيبة عقب الذنب دليل على أنها عقوبة، كما في الحديث السابق.
لكن ما أكثر الذنوب التي يقترفها العبد وهو لا يشعر بخطرها وشناعتها، ومن هذا الذي لا ينفك عن ذنب ظاهرا أو باطنا، سرا أو علانية، كبيرا أو صغيرا؟
ولا ينبغي للعبد أن يحسن الظن بنفسه، فيراها نقية من الذنوب، ثم يتوهم أن ما نزل به هو بلاء لم يترتب على ذنب، وليس من فائدة تعود على الإنسان إذا ميز بين العقوبة والابتلاء، فهو مأمور بالصبر في الحالين، مع تكفير سيئاته وكونه ممن أراد الله بهم الخير أيضا.
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه.
والله أعلم.