تجاوز مع فتاة بما دون الزنا فهل يلزمه الزواج بها وهل يأثم إن عصت مستقبلا

0 186

السؤال

شاب مسلم رتب مع فتاة مسلمة في بلد مسلم أن يخطبها من أبيها فكانت هناك مماطلة من أهلها في الرد, ومع مرور الوقت بدأ إبليس ينال منهما, حيث الشاب كان واضحا مع أهله ومع الفتاة, لكن أمها أرادت المماطلة, مع أن الشاب قال للفتاة إذا لم يوافق أهلك علي فقولي لي كي أنسحب ولا أتعلق بك, وكانت تقول له: سوف أقنع أهلي ـ ومع مرور الوقت أصبح الشاب يرى أن أهلها غير جادين، وإنما هذا كان كله تسويفا، اعذروني إخوتي سأفصل الكلام والأمور التي حدثت: قبلها في فمها في الخلاء وفي العلن أحيانا، معانقة سرا وفي العلن أحيانا، قبلها ولحسها من صدرها، رآها عارية تماما وسمح لها برؤيته عاريا على الأنترنت، علمها الاستمناء وأصبح يمارسه معها في نفس الوقت على الهاتف وفي بعض الأحيان كان يمارس الاستمناء فوق جسدها، لم يمارس معها الجماع الحقيقي، الفتاة كانت لا تفقه شيئا من هذه الأمور وأصبحت تعرفه بسبب الشاب، والأسئلة هي:
1ـ هل يجب الزواج من هذه الفتاة؟.
2ـ ماهي العقوبات أو عقوبة التعزير؟ وإذا لم يوجد من يطبق هذه العقوبة بالبلد، فهل يجوز للشاب أن يطبق هذه العقوبة على نفسه؟ وهل على الفتاة أن تفعل ذلك أيضا بنفسها؟.
3ـ هل للفتاة حقوق على الشاب أم لا ـ مثل ضرورة الزواج بها, حيث قالت للشاب أنا لا أسامحك، لكن الشاب لا يريد الزواج؟
ملاحظة: الفتاة فعلت الأخطاء برضاها حيث لم تردع الشاب، وقد كانت في بداية الأخطاء مترددة، وفي أول مرة حدث خطأ بينهما بكت بكاء شديدا.
4ـ هل يأثم الشاب إن فعلت الفتاة الاستمناء مرات أخرى في المستقبل, وهل يأثم إن انحرفت؟ والآن هذا الشاب بات يريد الرجوع إلى الله بشكل صادق فماذا يفعل؟ وأعتذر عن صراحتي في الكتابة، وأحب أن أختم بقول رسول الله صل الله عليه وسلم: من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فرحمة الله واسعة، ومغفرته لا يتعاظمها ذنب، فبادر إلى التوبة النصوح بالإقلاع عن الذنب والندم على ما فات والحرص على عدم العودة إليه في المستقبل وأحسن الظن بربك فإنه عند ظن عبده به، قال تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم {الزمر:53}.

وراجع للمزيد الفتوى رقم: 1882.

والواجب على هذا الشاب أن يقطع أي علاقة له مع هذه الفتاة، وأن يحذر كل ما يمكن أن يؤدي إلى الوقوع في مثل هذا الذنب مرة أخرى معها أو مع غيرها، وراجع الفتوى رقم: 58914.

وليحرص على أسباب الاستقامة على الطاعات، وقد ذكرنا جملة منها بالفتويين رقم: 1208، ورقم: 12744.

وأما هذه الفتاة: فهي التي جنت على نفسها بتساهلها في هذه العلاقة، ومطاوعتها له في فعل هذه المنكرات، فليس لها حق عليه حتى تسامحه أو لا تسامحه، فلا يلتفت إلى كلامها، ولو أنها عصت بمثل هذه المنكرات في المستقبل أو انحرفت فلا يلحقه من ذلك إثم ـ إن شاء الله ـ وأما زواجه منها فليس بلازم شرعا، ولكن إن تابت واستقام حالها، ورغب في الزواج منها فليقدم على ذلك، فالزواج من أفضل ما يرشد إليه المتحابان كما بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال: لم ير للمتحابين مثل النكاح. رواهابن ماجه.

وهذه الممارسات القبيحة التي فعلها معها ليس لها عقوبة محددة في الشرع، نعم يستحق صاحبها التعزير، ولكن الذي يقيم الحدود أو الذي يحكم بالتعزير هو الحاكم المسلم أو من ينوب عنه، وليس ذلك لعامة الناس، وعلى كل منكما أن يستر على نفسه، وراجع الفتويين رقم: 20880، ورقم: 29819.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات