السؤال
السلام عليكم ورحمة اللهعلم والدي أني أقبض يدي في الصلاة وأمرني بعدم الصلاة في المسجد وقال لي إن أردت الصلاة في المسجد يجب أن أصلي في مسجد حدده لي ويشتهر هذا المسجد بأنه مسجد صوفية مبتدعة وأعلم أني إذا صليت هنالك فسوف أدعى إلى بدع ومخالفات شرعية مكرها منها الدعاء الجماعي بعد الصلاة وأقول لكم إن إمام هذا المسجد يدعو على السلفيين جهرا في كل خطبة ويقول بأن عقيدتهم كاليهود ملاحظة : والدي رجل كبير في السن مصاب بالسكري وأخشى إن خالفته أن يغضب ويمرض وهو شديد الغضب ويكره أهل السلف كرها لا أقدر على وصفه ، ولا أقدر أن أظهر له أنني سلفي، وبارك الله فيكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يخفى ما للأب من حق عظيم في البر والإحسان والطاعة في المعروف، ولهذا ينبغي أن تسعى في إدخال السرور والفرح إليه وتجنيبه كل ما يغضبه ويؤذيه هذا هو الأصل العام في تعامل الابن مع أبيه، وأما ما سألت عنه ففه تفصيل وبيان:
أولا: قبض اليدين من سنن الصلاة، لا من واجباتها، باتفاق أهل العلم، وعليه فلا حرج عليك في ترك هذه السنة في حضور أبيك، تأليفا له، وبعدا عن إنكاره وغضبه.
ثانيا: إذا سلمت عقيدة الإمام من الشرك والبدع المكفرة، كدعاء الأموات أو اعتقاد النفع والضر فيهم، أو اعتقاد أن الله حال في خلقه، جازت الصلاة خلفه، ولو كان متلبسا ببعض البدع غير المكفرة، كالدعاء الجماعي بعد الصلوات، وتكون بذلك قد جمعت بين صلاة الجماعة وإرضاء أبيك.
أما إن كان الإمام متلبسا بشيء من البدع المكفرة فلا تصل في هذا المسجد.
ثالثا: صلاة الجماعة واجبة في المسجد على الراجح من كلام أهل العلم، وعليه فلا يجوز طاعة الأب في ترك صلاة الجماعة في المسجد، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
رابعا: على فرض أن الصلاة لا تصح خلف الإمام المذكور -حسب ما ذكر من الضابط السابق- فيمكنك أن تصلي خلف غيره ولو كانت الجماعة الثانية، واجتهد في البر بأبيك حتى لا يهتم كثيرا بأمر المسجد الذي تصلي فيه، مع ترك قبض اليدين كما سبق.
خامسا: ينبغي أن تعلم أن التمسك بالدين مصحوب بالبلاء -غالبا- فوطن نفسك على تحمل ذلك، في سبيل مرضاة الله تعالى، واعلم أن الشيطان حريص على صرف العبد عن ذلك، وأن من وسائله تسليط الأهل والأقارب، فاثبت على الحق، واجتهد في تعلم العقيدة السلفية ثم الدعوة إليها، ولو أدى ذلك إلى غضب الأهل أو الأقارب، فإن من أرضى الله بسخط الناس، كفاه الله مؤنة الناس. كما في الحديث الذي رواه الترمذي وهو حديث صحيح.
ونسأل الله أن يوفقك ويعينك ويهدي والدك إلى طريق الحق والهدى إنه سميع مجيب.
والله أعلم.