السؤال
ما حكم الدين الإسلامي في المفسدين الذين يفسدون في الأرض وفي أهليهم؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلعل السائل يقصد المفسدين في الأرض: وحكم الفساد هو التحريم، ويجب النهي والأخذ على أيدي أهله، فقد قال الله تعالى: وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين {الأعراف:85}.
وقال: ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها {الأعراف:56}.
وقال: فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض {هود: 116}.
وقال: ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين {القصص: 77}.
ومن المفسدين في الأرض أهل الحرابة الذين حكم الله عليهم بقوله: إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم {المائدة:33}.
وراجع للاطلاع على التفصيل في أحكامهم الفتوى رقم: 97897.
هذا، وننبه إلى أن حد الحرابة لا يطبقه إلا السلطان أو نائبه، كما قال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ في المجموع: أما الأحكام: فإنه متى وجب حد الزنا، أو السرقة، أو الشرب، لم يجز استيفاؤه إلا بأمر الإمام، أو بأمر من فوض إليه الإمام النظر في الأمر بإقامة الحد، لأن الحدود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وفي زمن الخلفاء الراشدين ـ رضي الله عنهم ـ لم تستوف إلا بإذنهم، ولأن استيفاءها للإمام. اهـ.
وأما أهل المفسد وذويه ممن ليسوا معه في الإفساد: فلا يؤاخذون بجريرته، ويحرم الاعتداء عليهم، أو أذيتهم بذنبه.
والله أعلم.