السؤال
هل صحيح أنه ورد عن النبي أن الأم إذا وضعت مولودا كفرت عنها جميع خطاياها ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلم نقف على حديث بهذا اللفظ.
لكن المرأة إذا حملت ووضعت، وصبرت على ما تلاقيه واحتسبت ذلك عند الله تعالى، كان ذلك – إن شاء الله تعالى - سببا في تكفير ذنوبها ومحو خطاياها.
وإن كان المرض العادي من أسباب تكفير الخطايا؛ فإن الحمل وطول مدته والوضع وشدته لحري أن يكون من أسباب تكفير السيئات من باب أولى.
والمرض حطة وكفارة للذنوب، والصبر عليه طاعة، وتترتب عليه المثوبة، أخرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما يصيب المسلم، من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه
وأخرج البخاري في الصحيح عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه - قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك وعكا شديدا، فمسسته بيدي فقلت: يا رسول الله، إنك لتوعك وعكا شديدا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجل، إني أوعك كما يوعك رجلان منكم فقلت: ذلك أن لك أجرين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجل ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم يصيبه أذى، مرض فما سواه، إلا حط الله له سيئاته، كما تحط الشجرة ورقها.
والله أعلم.