محق بركة الدين والدنيا من عقوبات المعاصي

0 126

السؤال

سؤالي هو: في يوم من الأيام قلت لشخص لم تعد هناك بركة في هذه الأيام، وبعد قول هذه الكلمة أحسست بأنني قلت كلمة كفر، فما هو الضابط الكلامي لمعرفة ما إذا كان الإنسان قد قال كلمة كفر فيعيد الشهادتين أو قال كلمة سيئة فيستغفر ويتوب؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن هذا الكلام لا يكفر به، لأن البركة قد تفقد في بعض أوقات الناس بسبب المعاصي، كما قال ابن القيم في كتابه الجواب الكافي: ومن عقوباتها ـ المعاصي ـ أنها تمحق بركة العمر وبركة الرزق وبركة العلم وبركة العمل وبركة الطاعة، وبالجملة أنها تمحق بركة الدين والدنيا، فلا تجد أقل بركة في عمره ودينه ودنياه ممن عصى الله، وما محيت البركة من الأرض إلا بمعاصي الخلق، قال تعالى: ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء {الأعراف:96} وقال تعالى: وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا {الجن:16} وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، وفي الحديث: إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، فإنه لا ينال ما عند الله إلا بطاعته، وإن الله جعل الروح والفرح في الرضاء واليقين، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط. انتهى.

وقد سبق أن بينا ضوابط التكفير وخطرالكلام فيه، وأن من ثبت إسلامه بيقين لا يزول إسلامه بالشك، وأن الحكم بردة شخص معين لا بد له من أمرين:

الأول: أن يكون الشخص قد فعل ما يوجب ردته بالفعل.

الثاني: إقامة الحجة عليه وتوفر شروط التكفير وانتفاء موانعه.

وراجع في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 721، 106396، 53835، 15255، 44772، 146893.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات