السؤال
ما حكم من لا يحب أمه وأباه في الله؛ لأن أمه تصافح الرجال، وترفض أن تتوب، وأبوه يفعل ما يفعل؟ وما حكم من يكره في الله أصهاره؛ لأنهم يكلمون الرجال الأجانب، ويضرونه في قلبه؟
ما حكم من لا يحب أمه وأباه في الله؛ لأن أمه تصافح الرجال، وترفض أن تتوب، وأبوه يفعل ما يفعل؟ وما حكم من يكره في الله أصهاره؛ لأنهم يكلمون الرجال الأجانب، ويضرونه في قلبه؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكراهية المسلم العاصي، وإن كانت كراهية في ذات الله، لا تجوز بإطلاق، وإنما يبغض العاصي من وجه، ويحب من وجه، فيبغض لما فيه من الشر والمخالفة، ويحب لما معه من الخير والطاعة، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: ومن سلك طريق الاعتدال عظم من يستحق التعظيم، وأحبه، ووالاه، وأعطى الحق حقه، فيعظم الحق، ويرحم الخلق، ويعلم أن الرجل الواحد تكون له حسنات وسيئات، فيحمد ويذم، ويثاب ويعاقب، ويحب من وجه، ويبغض من وجه. اهـ.
وعلى ذلك نقول: إن كان هذا الشخص يكره من والديه وأصهاره لفعلهم للمنكرات، وإصرارهم عليها، مع عدم تضييعه لحقوقهم عليه، فهذا حق.
أما إن كان يكرههم بإطلاق: فهذا لا يجوز ـ كما سبق بيانه ـ وعلى هذا الشخص أن يكون معتدلا ومتوازنا في مشاعره تجاه أهله، والناس عموما، وأن يقوم بواجب الدعوة بالحكمة، والموعظة الحسنة، فوالداه وأصهاره هم أحق الناس بذلك، ولمزيد من الفائدة انظر الفتاوى التالية أرقامها: 125222، 171855، 99433، 112105.
والله أعلم.