السؤال
ما هو تفسير ومعنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: الزمها فإن الجنة عند رجلها؟ وما هي صور عقوق الوالدين؟
ما هو تفسير ومعنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: الزمها فإن الجنة عند رجلها؟ وما هي صور عقوق الوالدين؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحديث المشار إليه رواه ابن ماجه وغيره، بلفظ: الزم رجلها فثم الجنة. فعن معاوية السلمي- رضي الله عنه- قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك، أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة، قال: ويحك، أحية أمك؟ قلت: نعم يا رسول الله، قال: ويحك الزم رجلها فثم الجنة. صححه الألباني.
ومعنى "الزم رجلها.. " الزم طاعتها والتواضع لها؛ فإن ذلك سبب لدخول الجنة.
قال العجلوني: والمعنى: أن التواضع للأمهات وإطاعتهن في خدمتهن، وعدم مخالفتهن إلا فيما حظره الشرع، سبب لدخول الجنة. اهـ.
وجاء في حاشية السندي على سنن ابن ماجه: إن التواضع للأمهات سبب لدخول الجنة .. ويحتمل أن المعنى أن الجنة أي نصيبك منها لا يصل إليك إلا برضاها –الأم- بحيث كأنه لها وهي قاعدة عليه، فلا يصل إليك إلا من جهتها، فإن الشيء إذا صار تحت رجلي أحد فقد تمكن منه واستولى عليه، بحيث لا يصل إلى آخر من جهته. اهـ.
وجاء في مرقاة المفاتيح هو: كناية عن غاية الخضوع، ونهاية التذلل، كما في قوله تعالى: {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة}. ومعنى الحديث إجمالا الحث على بر الأم، ولزوم طاعتها، وأن ذلك سبب في دخول الجنة، أو أن دخولها معلق بطاعتها. ومعنى عقوق الوالدين: قطيعتهما، وعدم طاعتهما في غير معصية؛ فعقوق الوالدين ضد برهما "قيل للحسن: ما بر الوالدين؟ قال: تبذل لهما ما ملكت، وتطيعهما فيما أمراك، ما لم يكن معصية. اهـ.
ولذلك فإن من صور عقوق الوالدين: عصيانهما، وعدم بذل المعروف لهما، ومخالفة أمرهما، أو رد طلبهما إذا كان يقدر عليه، ولا يلحقه به ضرر؛ وانظر الفتوى رقم: 11649.
والله أعلم.