العود إلى المعصية لا يقطع طريق العودة إلى التوبة

0 245

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته في العطلة الصيفية الماضية ذهبت إلى مكة المكرمة وأخذت عمرة وعند الدعاء والمناجاة لربي عاهدت الله تعالى على ألا أزني وبعد عودتي من مكة حصلت لي سفرة إلى أحد الدول الخليعة وكتب الله لي أن أزني بنية أنني سأتوب مرة أخرى ولكن قلبي غير مطمئن لقد استغفرت الله أكثر من مرة أرجو التكرم لي بالنصيحة الثالجة لصدري.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا شك أن الزنا من الكبائر العظام، سماه الباري فاحشة فقال: ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا [الإسراء:32].
وقد قرنه بالشرك وقتل النفس كما قال تعالى: والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما [الفرقان:68].
فمن اقترف هذه الفاحشة فيجب عليه التوبة إلى ربه فإذا تاب صادقا وأناب، فإن الله تعالى يقبل توبته ويغسل حوبته، كما قال تعالى: إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما [الفرقان:70].
فإن تكرر منه الذنب، وجب عليه أن يتوب منه مرة أخرى، ولا ييأس من روح الله مهما بلغت ذنوبه، فالله يقول: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم [الزمر:53].
فالعود إلى المعصية والإسراف فيها لا يقطع طريق العودة إلى التوبة من جديد فبابها مفتوح حتى تبلغ الروح الحلقوم، أو تطلع الشمس من مغربها.
ومما يعينك على التوبة عن الزنا البعد عن دواعيه وأسبابه واجتناب مواطنه وأهله، ولا شك أن السفر إلى الدول الإباحية باب عظيم من أبواب الوقوع في الزنا، فاحذر من السفر إليها، وعليك بصحبة الصالحين ومخالطتهم، كما جاء في حديث الذي أراد أن يتوب من القتل: فقال له العالم: انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء. رواه مسلم.
نسأل الله لنا ولك الهداية والمغفرة.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات