السؤال
ما معنى قول الرسول عليه الصلاة والسلام في حديث أسارى بدر: "...أنتم عالة ..."؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم "أنتم عالة" معناه أنتم فقراء؛ ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث الصحيحين: إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس. اهـ
وقد جاءت هذه الجملة في قصة أسرى بدر ـ كما أشرت ـ عندما استشار النبي صلى الله عليه وسلم فيهم أصحابه.
وملخص هذه القصة كما جاء في السنن الكبرى للبيهقي "لما كان يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما تقولون في هؤلاء الأسارى؟" فقال أبو بكر: يا رسول الله، قومك وأصلك، استبقهم واستتبهم؛ لعل الله أن يتوب عليهم, وقال عمر: يا رسول الله، كذبوك وأخرجوك، قدمهم فاضرب أعناقهم, وقال عبد الله بن رواحة: يا رسول الله، أنت في واد كثير الحطب فأضرم الوادي عليهم نارا، ثم ألقهم فيه، قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يرد عليهم شيئا، ثم قام فدخل, فقال ناس: يأخذ بقول أبي بكر, وقال ناس: يأخذ بقول عمر , وقال ناس: يأخذ بقول عبد الله بن رواحة. ثم خرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " إن الله ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون ألين من اللبن، وإن الله ليشدد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة , وإن مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم قال {ومن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم} , وإن مثلك يا أبا بكر كمثل عيسى قال {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} [المائدة: 118] , وإن مثلك يا عمر مثل موسى قال {ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم} [يونس: 88], وإن مثلك يا عمر كمثل نوح قال {رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا} [نوح: 26], أنتم عالة؛ فلا ينفلتن أحد منهم إلا بفداء أو ضربة عنق".
وذكر أنهم عالة؛ لأن ذلك كان في بداية قيام دولة الإسلام في المدينة.
والله أعلم.