حق الأم في البر آكد من حق الأب

0 534

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أود أن أسأل عن موضوع يحيرني ويجعلني في خوف دائم من الوقوع في عقوق الوالدين ألا وهو أن والدي ووالدتي منفصلان أي مطلقين منذ زمن وباختصار هما الاثنان كل واحد منهما يريدني أن أفعل أمرا مختلفا عن الآخر فإلى من أستجيب إلى والدي أم والدتي وسأطرح مثالا عسى أن يوضح ما أعنيأمي تريدني أن أعمل عند خالي ووالدي يريدني أن أعمل معه وهذا مثال بسيط بالنسبة للأمور الأخرى وإنني حتى أخشى من التفكير بالزواج لكي لا أقع في متاهة لا أعرف كيف أخرج منها ولكم جزيل الشكر وأجركم الله عني أحسن الأجر...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالواجب على المرء أن يبر والديه قدر استطاعته، وأن يوفق بين طاعتهما معا إذا تعارضا، لعموم النصوص الواردة في الأمر ببر الوالدين، والحض عليه، وقد مضى ذلك في الفتوى رقم:
25001 - والفتوى رقم: 23257.
لكن إذا تعارض بر الوالدين، فأيهما يقدم المرء؟
الجمهور على أن حق الأم في البر آكد من حق الأب، وأولى بالتقديم، لقوله صلى الله عليه وسلم حينما قال له رجل: "من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك" رواه البخاري وغيره.
قال الصنعاني في سبل السلام تعليقا على هذا الحديث: يقتضي تقديم الأم بالبر، وأحقيتها به على الأب. ا.هـ
وقال الشوكاني في النيل: فيه دليل على أن الأم أحق بحسن الصحبة من الأب وأولى منه بالبر. ا.هـ
وقال الخادمي في بريقة محمودية: وحق الوالدة أعظم من حق الوالد، وبرها أوجب، قيل: لأن شفقة الأم أكثر. ا.هـ
ومن مجموع هذه النقول المبنية على الحديث السابق يتبين لك أنه ينبغي أن تحاول الجمع بين رغباتهما إن أمكن ذلك، كأن تعمل جزءا من النهار مع خالك، والجزء الآخر مع أبيك، فإذا لم يمكن ذلك فطاعة الأم هنا أولى، مع محاولة إرضاء الوالد قدر الإمكان، ولمعرفة علاقة الوالدين بأمر زواجك راجع الفتوى رقم:
20319.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة