السؤال
السلام عليكم ما هي المناطق التي أنزل الله فيها العذاب؟ وما هو واجبنا تجاه هذه الأماكن مع الأدلة؟ وجزاكم الله خير الجزاء...
السلام عليكم ما هي المناطق التي أنزل الله فيها العذاب؟ وما هو واجبنا تجاه هذه الأماكن مع الأدلة؟ وجزاكم الله خير الجزاء...
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
الأماكن التي نزل فيها العذاب كثيرة منها:
الأحقاف بلاد عاد، كما قال الله تعالى: واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم [الأحقاف:21] إلى قوله تعالى: تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم كذلك نجزي القوم المجرمين [الأحقاف:25].
والحجر بلاد ثمود، كما قال الله تعالى: ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين [الحجر:80] إلى قوله تعالى: فأخذتهم الصيحة مصبحين [الحجر:83].
وأرض قوم لوط، كما قال الله تعالى: كذبت قوم لوط المرسلين [الشعراء:160]، إلى قوله تعالى: ثم دمرنا الآخرين* وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين [الشعراء:172-173].
وبلاد مدين قوم شعيب، قال الله تعالى: وإلى مدين أخاهم شعيبا فقال يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر ولا تعثوا في الأرض مفسدين* فكذبوه فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين [العنكبوت:36-37].
وأرض الجنة التي بقرب صنعاء القائل فيها المولى عز وجل في سورة القلم: فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون [القلم:19].
وكذلك قبور الظالمين والكافرين، كما ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين: فقال إنهما ليعذبان. وفي صحيح مسلم عن زيد بن ثابت قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حائط لبني النجار على بغلة له ونحن معه، إذ حادت به فكادت تلقيه، وإذا أقبر ستة أو خسمة أو أربعة، فقال: من يعرف أصحاب هذه الأقبر؟ فقال رجل: أنا، فقال فمتى مات هؤلاء؟ قال: ماتوا في الإشراك، فقال: إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله عز وجل أن يسمعكم عذاب القبر الذي أسمع منه. الحديث.
والواجب تجاه الأمكنة التي نزل فيها العذاب:
- عدم دخول هذه الأمكنة إلا مع البكاء والخشية، أخرج البخاري ومسلم عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تدخلوا على هؤلاء القوم -أصحاب الحجر- إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم مثل ما أصابهم.
- الاتعاظ والتفكر والاعتبار بما جرى لهم والحذر من سلوك سبيلهم، وقد بوب الإمام النووي في الأذكار على الحديث السابق، باب البكاء والخوف عند المرور بقبور الظالمين وبمصارعهم، وإظهار الافتقار إلى الله تعالى والتحذير من الغفلة عن ذلك.
- عدم الشرب والعجن من آبارها، فعن ابن عمر قال: نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك بالحجر عند بيوت ثمود فاستقى الناس من مياه الآبار التي كانت تشرب منها ثمود، وعجنوا منها ونصبوا القدور باللحم، فأمرهم بإهراق القدور, وعلفوا العجين الإبل ثم ارتحل بهم حتى نزل بهم على البئر التي كانت تشرب منها الناقة. رواه أحمد.
- الإسراع في المرور بأمكنتهم إذا اضطر الإنسان إلى المرور بها مع تغطية الرأس: كما في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قنع رأسه وأسرع السير حتى أجاز الوادي.
وانظر الفتوى رقم:
7761 - والفتوى رقم: 21901.
والله أعلم.