السؤال
أحب الله حبا جما علما بأنني متدينة جدا جدا في السابق ولكن الآن للأسف أشك في ديني مع أنني أصلي وأصوم فرائض وتطوع ونوافل وأقرأ القرآن تقريبا كل شهر أختمه مرة أو كل شهرين مرة وذهبت إلى العمرة هذا العام وأتوب كثيرا ولكن أحس أنني لا يغفر لي والسبب في الشك أن كل ما حولي من مشاهدة التلفاز وخاصة الدش.. والإذاعة وخاصة سماع الأغاني.. الحديث مع الموظفين في العمل أي أن السيئات والخطايا تحيط بي من كل جانب وأحس أكثر بأن الدين لدي ضعف حيث إنني أصبحت عندما أصلي لا أثبت وعندما أقرأ القرآن لا أعرف ماذا قرأت ولا أفهم أي شيء فيه فكيف السبيل والخلاص من مشاغل هذه الدنيا؟ أفيدوني أفادكم الله؟ وجزاكم الله عني وعن كل المسلمين الخير...
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن محبة الله الصادقة نعمة عظيمة مغبون فيها كثير من الناس، ومن تحققت له هذه المحبة فليبشر بخير, فإن الله تعالى لا يضيعه، ولكن محبة الله الصادقة تقتضي محبة نبيه صلى الله عليه وسلم، واتباعه في كل ما سن وشرع والاقتداء به في أخلاقه ومعاملاته، قال تعالى: قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله [آل عمران: 31].
والإنسان في هذه الحياة متقلب ـ بطبيعته ـ بين النشاط والحماس والعمل وبين الفتور والتقصير والكسل، وقد أرشدنا نبينا صلى الله عليه وسلم ـ أن نستغل أوقات النشاط وإقبال النفس على الطاعة في الخير ولا ننقطع بالكلية عن العمل وقت الكسل والفتور، فنحافظ على الفرائض التي هي رأس مال المسلم ونبتعد عن ما حرم الله عز وجل، فقال صلى الله عليه وسلم: إن لكل عمل شرة , ولكل شرة فترة , فمن كانت فترته إلى سنتي فقد أفلح، ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك . رواه أحمد وابن خزيمة.
والذي أنصح به السائلة الكريمة أن تقارب وتحافظ على الفرائض وما استطاعت من النوافل, وإذا وجدت نشاطا تستغله في الاستزادة من الطاعة والنوافل، فقد قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى: وما تقرب إلي عبدي بشي أحب إلي مما فترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه . رواه البخاري.
وتجتنب المنهيات فهذا لابد منه ولاخيار فيه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما نهيتكم عنه فاجتنبوه , وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم.
ومما يعين على ذلك مصاحبة الخيـرات اللواتي يـعـنـك على طاعة الله تعالى، وسماع المواعظ والدروس وكثرة الدعاء بالتوفيق والعون، ولمزيد من الفائدة نحيلك إلى الفتوى رقم: 1208.
والله أعلم.