السؤال
كنت أقوم بالمحرمات من حب البنات، وترك الصلاة، و...و بعد أن تركت ذلك، ونتيجة للحرام أصابني الضعف، والاكتئاب، وعدم الثقة بالنفس، حتى أنني حاولت أن أكلم الفتاة عدة مرات، ولكن بلا فائدة، وكنت أكلمها لتحبني مجددا، ولكن -الحمد لله- أنها لم تقبل، وأريد الآن أن أتوب توبة استقامة، وارتقاء من خير إلى خير، أفتوني -جزاكم الله خيرا-.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت حين تبت من ترك الصلاة، وإقامة علاقات مع الفتيات، فكلا الأمرين محرم، لا سيما ترك الصلاة، فهو كبيرة من كبائر الذنوب، بل إن من أهل العلم من ذهب إلى كفر تارك الصلاة، ولو كان تركه لها تهاونا، كما بينا في الفتوى رقم: 1145.
والعلاقات بين الرجال والنساء باب واسع للشر، والفساد، وانتشار الفواحش، فاثبت على التوبة، ولا تلتفت إلى أي حيلة شيطانية، قد يجرك الشيطان منها إلى الفتنة فتهلك، وهو هنا يزين لك أن في العودة إلى الفتيات شفاء مما تحس به من الضعف، والاكتئاب وعدم الثقة بالنفس، وليس ذلك بدواء، وإنما هو داء، روى مسلم أن طارق بن سويد الجعفي ـ رضي الله عنه ـ سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمر فنهاه، أو كره له أن يصنعها، فقال: إنما نصنعها للدواء، فقال: إنه ليس بدواء، ولكنه داء. وروى البخاري تعليقا عن ابن مسعود في السكر: إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم.
فجدد التوبة، واعلم أن فيها الخير والشفاء -بإذن الله عز وجل-، فقد ينزل البلاء بسبب الذنب، كما قال تعالى: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير {الشورى:30}، ويرفع بالتوبة بإذن الله، كما أثر عن العباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ أنه قال في دعاء الاستسقاء: اللهم إنه لا ينزل بلاء إلا بذنب، ولا يرفع إلا بتوبة. واحرص عل كل ما يقربك من الرحمن، ويبعدك من الشيطان، تجد أثر ذلك طيبا في نفسك، وطمأنينة في قلبك، ورضا وثقة بالنفس، ويمكنك الاستفادة من التوجيهات المضمنة في الفتاوى التالية أرقامها: 1208، 10800، 12928.
والله أعلم.