السؤال
كيف أكون فعلا من الصابرين الذين يوفون أجرهم بغير حساب؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فمما يعين على اكتساب صفة الصبر استشعار فضائل الصبر، وهي كثيرة منها: - أنه سبب لتأييد الله تعالى ونصره، لقوله تعالى: إن الله مع الصابرين [البقرة:153]. - أنه سبب لمحبة الله، لقوله تعالى: والله يحب الصابرين [آل عمران:146]. - أنه تنال به الإمامة في الدين، لقول الله تعالى: وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون [السجدة:24]. -أن الصابرين بشروا بثناء الله وهدايته ورحمته، قال الله تعالى: وبشر الصابرين* الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون* أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون [البقرة:157]. - الجنة؛ كما في قوله تعالى: للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد [آل عمران:15]. ثم ذكر صفات المتقين وذكر منها الصابرين والصادقين والقانتين، إلى غير ذلك من فضائل الصبر الموجودة في الوحي قرآنا وسنة. وقد ذكر ابن القيم في مدارج السالكين أن مما يعين على الصبر ملاحظة حسن الجزاء، وانتظار روح ولذة الفرج، وتهوين البلاء بتذكر النعم الماضية والحالية، وقد ذكر ابن كثير في التفسير أن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: الصبر في بابين: الصبر لله بما أحب وإن ثقل على النفس والأبدان، والصبر عما كره وإن نازعت إليه الأهواء، فمن كان هكذا فهو من الصابرين. انتهى. والله أعلم.