السؤال
أمر بكرب يزيد عن طاقتي، وتحولت حياتي إلى جحيم، وراض بقضاء الله، لكن تعبت كثيرا.
أرجو أن تحدثني قليلا عن الكرب، والإيمان بقضاء الله، وتعويض الله لعباده.
أرجو أن تثلج صدري.
أمر بكرب يزيد عن طاقتي، وتحولت حياتي إلى جحيم، وراض بقضاء الله، لكن تعبت كثيرا.
أرجو أن تحدثني قليلا عن الكرب، والإيمان بقضاء الله، وتعويض الله لعباده.
أرجو أن تثلج صدري.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمهما كان هذا الكرب عظيما، فعليك أن تتلقاه بالصبر والتسليم، وتكون راضيا عن ربك تعالى، عالما أنه حكيم عليم، يضع الأشياء في مواضعها، ويوقعها في مواقعها، وربما كان ابتلاؤك رفعا لدرجاتك، وزيادة في حسناتك، وتكفيرا لسيئاتك؛ فإن قضاء الله كله خير، كما في صحيح مسلم من حديث صهيب -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء فشكر، كان خيرا له، وإن أصابته ضراء فصبر، كان خيرا له.
وحسبك ما وعد الله به الصابرين من المثوبة الجليلة، والأجور الجزيلة، كما قال تعالى: وبشر الصابرين* الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون {البقرة:155-157}. وقال تعالى: ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم {التغابن:11}.
قال علقمة: هو العبد تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند الله، فيرضى، ويسلم. اهـ.
والنصوص في ثواب الصابرين، وما أعد لهم من الأجر كثيرة جدا، بل قد قال بعض السلف: لولا المصائب، لوردنا القيامة مفاليس.
فاحمد الله على ما أكرمك به، أن خصك بهذه الكرامة العظيمة، وأنزل عليك هذا الكرب تمحيصا لك، وتكفيرا لذنوبك، ولعل لك عند الله منزلة لا تبلغها بصالح عمل، فقدر ما قدره لينيلك تلك المنزلة.
ومما يعينك على الصبر، بعد استحضار ما ذكرناه: أن تعلم أن الجزع لا يفيد، فمن رضي فله الرضا، وقدر الله ماض، ومن سخط فله السخط، وقدر الله ماض، فلا تجمع على نفسك بين بلاء الدنيا، وحرمان الأجر في الآخرة، واعلم أنك متى استعنت بالله تعالى، أعانك، ورزقك الصبر مهما عظم البلاء، واشتد الخطب، كما ثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: ومن يتصبر يصبره الله.
فاستعن به، ولذ بجنابه سبحانه، وأكثر من دعائه، والابتهال إليه في أن يجعل كل قضاء قضاه لك، خيرا. نسأل الله أن يرزقنا، وإياك الصبر الجميل. والله أعلم.