نصائح للتغلب على اليأس والحزن

0 97

السؤال

صارت لي مشكلات كثيرة في حياتي ويائسة، وأحس أنني فقدت الأمل لدرجة أنني لا أرى الدنيا شيئا، وأشك في نفسي، وفي تصرفاتي، وفي ديني... وأريد حلا، فكيف أقوي علاقتي مع رب العالمين ليثبتني على دينه، ويوفقني، ويزيل الشك عني، والحزن، واليأس؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول، الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلم أن ما أنت فيه من القلق والاكتئاب وعدم الاستقرار النفسي قد يكون ثمرة للبعد عن الله، والتفريط في جنبه -سبحانه- فإن الحياة بغير الله سراب! قال تعالى: ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى {طه:124}. وقال تعالى: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير {الشورى: 30}. 

فلا علاج لما أنت فيه إلا بالفرار إلى الله، واللجوء إليه، والانطراح ذليلا بين يديه، قال تعالى: وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون {النــور: 31}.

والله يفرح بتوبة العبد ويقبلها منه، فسارع بالتوبة إلى الله تعالى، وارجع إليه، ولا تتبع سبل الشيطان، فإن العمر قصير، والموت يأتي فجأة، ولا ينفع الندم حينئذ، وانظر شروط التوبة النصوح في الفتويين رقم: 9694، ورقم: 5450.

واحذر اليأس والقنوط، فإن رحمة الله وسعت كل شيء، وانظر الفتوى رقم: 17343

واعلم أن من أهم التدابير التي يتخلص بها العبد من الحزن: كثرة ذكر الله تعالى، فقد قال الله تعالى: الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب {سورة الرعد:28}.

ومن الأدعية التي تزيل الحزن ما جاء في صحيح البخاري عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكنت أسمعه كثيرا يقول: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن وضلع الدين، وغلبة الرجال.
هذا، وننصحك بأمور:

الأول: أن تدمن القراءة في كتاب الله، فإنه شفاء لما في الصدور، وسبب للطمأنينة وهناءة العيش، قال تعالى: وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين {الإسراء: 82}.

الأمر الثاني: أن تكثر من الاستغفار، وذكر الله في اليوم والليلة، وخاصة الأذكار الموظفة التي تقال في الصباح والمساء وبعد الصلوات، وعند النوم، وتجدها وغيرها من الأذكار في كتاب: حصن المسلم.

الأمر الثالث: أن تسأل الله الهداية والاستقامة، وأن يكفيك شر الشيطان، وشر نفسك، والتمس أوقات الإجابة مثل ثلث الليل الآخر، وأثناء السجود، وآخر ساعة بعد العصر يوم الجمعة، وعند الفطر عندما تصوم.

الأمر الرابع: أن تتخذ رفقة صالحة من المؤمنين، فإنهم خير معين بعد الله تعالى على الاستقامة على دين الله، ففتش عنهم، وانخرط في سلكهم، واعبد الله معهم، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.

الأمر الخامس: أكثر من استماع الأشرطة الإسلامية، فإن فيها علما غزيرا، وتهذيبا للأخلاق، وتذكيرا بسير الصالحين. وتجدها على موقعنا في صوتيات الشبكة الإسلامية: http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Lectures

ولزيادة اليقين وعلاج الشك راجع الفتاوى التالية أرقامها: 99547، 111062، 97683، 75468، 56097، 59192.

وللفائدة انظر الفتاوى التالية أرقامها: 10800، 6603، 17666، 10943، 1891، 18108.

والله أعلم.
 

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات