السؤال
1ـ كيف نجمع بين (لا إكراه في الدين) و (حد المرتد في الإسلام)؟
2ـ كيف نجمع بين قوله تعالى: (لا ينال عهدي الظالمين) [البقرة124] و (ومن ذريته داوود...) [الأنعام 84ـ87]؟
1ـ كيف نجمع بين (لا إكراه في الدين) و (حد المرتد في الإسلام)؟
2ـ كيف نجمع بين قوله تعالى: (لا ينال عهدي الظالمين) [البقرة124] و (ومن ذريته داوود...) [الأنعام 84ـ87]؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا تعارض والحمد لله بين قول الله تعالى: لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي[البقرة:256]، وبين ما ورد في بعض الأحاديث من الأمر بقتل المرتد. وبيان دفع ما يظهر من تعارض بينهما قد سبق في الفتوى رقم: 13987، والفتوى رقم: 17338. وبخصوص الآية: وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين[البقرة:124]، والآيات: ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين * وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين * وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين * ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم[الأنعام:84 - 87] فلا تعارض بينهما أيضا والحمد لله. وذلك أن آية سورة البقرة قد دلت على أن عهد الله لا يكون في من ليس من الصالحين من أبناء إبراهيم عليه السلام، وقد اختلف في المراد بهذا العهد على أقوال ذكرها القرطبي في تفسيره، فقيل النبوة، وقيل الإمامة، وقيل الإيمان، وقيل دين الله تعالى. وعلى كل تقدير، فإن من ذكر في آيات سورة الأنعام من الأنبياء لا شك في كونهم من الصالحين من ذرية إبراهيم عليه السلام، فاستحقوا هذا العهد لتوافر الشرط، وهو عدم الظلم، فانتفى التعارض. وهذا على القول بأن الضمير في قوله تعالى: ومن ذريته راجع إلى إبراهيم عليه السلام، وإلا فقد ذهب آخرون إلى أنه راجع إلى نوح عليه السلام. قالوا: لأنه قد ذكر من هذه الذرية يونس ولوطا، وهما لم يكونا من ذرية إبراهيم عليهم جميعا السلام. والله أعلم.