لا تأمن مكر الله وأبشر برحمته واعمل بطاعته

0 287

السؤال

كيف يستطيع الإنسان أن يعلم أن الله سبحانه راض عنه؟ لأني أخشى أن أموت، وبعد ذلك أكتشف أن كل صلاتي والتسبيح والصيام لا تكفي لدخولي الجنة. فكيف أطمئن؟
وأستغفر الله ألف مرة إن كان هذا السؤال محرما شرعا.
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإنه لا يمكن للعبد أن يعرف قطعا ما إذا كان الله تعالى راضيا عنه أم ساخطا عليه، ولكن يجب عليه العمل بما أوجبه عليه، وترك ما نهاه عنه، ويؤمل في رضا الله عنه وفي العاقبة الحميدة عنده. قال الله تبارك وتعالى: ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما [النساء:147].

والله تعالى قد وعد من آمن به واتقاه وعمل صالحا بالفوز الكبير يوم القيامة بدخول الجنة والنجاة من النار، والله -عز وجل- لا يخلف وعده، وليس من مقتضى العدل أن يظل المؤمن يعمل بطاعة الله من صلاة وصيام وغيرهما، ثم يفاجأ يوم القيامة بأنها لم تقبل منه، هذا لا يكون إلا في حق من أشرك بالله شيئا أو عمل هذه الأعمال رياء وسمعة، فحينئذ يصدق فيه قوله تعالى: وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا [الفرقان:23].

فعليك -أيها السائل الكريم- أن تحسن ظنك بربك مع الخوف من سوء الخاتمة، ولكنك ترجو رحمة ربك وتخاف عذابه، ولا تأمن من مكره ولا تقنط من رحمته، ولتبشر إن كنت عاملا بطاعته، قال الله تعالى: وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار [البقرة:25]، وقال تعالى: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون [البقرة:277]، وقال تعالى: والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا [ النساء:57].

ولمعرفة هل يستحق العبد دخول الجنة بعمله أم لا؟ ولمعرفة بعض العلامات التي قد تدل على رضا الله عن عبده، راجع الفتوى: 28592.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات