قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا

0 283

السؤال

لماذا يبارك الله للمسيحيين ولا يستطيعون أن يفهموا أن الإسلام هو الدين الصواب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فما ينعم الله به على الكفار من نعم الدنيا ليس مباركة منه سبحانه، إنما هو استدراج لهم. قال تعالى: سنستدرجهم من حيث لا يعلمون * وأملي لهم إن كيدي متين [الأعراف:182-183]. والآيات التي فيها أن ما يعطاه الكفار من النعيم إنما هو استدراج كثيرة، ومنها قوله تعالى: ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير [البقرة: 126]. وقوله تعالى: لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد * متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد [آل عمران:196-197]. وقوله تعالى: متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون [يونس:70]. وقوله تعالى: أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين [القصص:61]. وقوله تعالى: ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون * ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكئون * وزخرفا وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين [الزخرف:33-35]. والأحاديث النبوية في ذلك كثيرة أيضا ومنها: -قوله صلى الله عليه وسلم : إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته. رواه البخاري ومسلم. -وقوله صلى الله عليه وسلم : الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر. رواه مسلم. -وفي صحيح البخاري في حديث طويل أن عمر رضي الله عنه قال: "ثم رفعت بصري في بيته -أي النبي صلى الله عليه وسلم- فو الله ما رأيت شيئا يرد البصر غير أهبة ثلاثK فقلت: ادع الله أن يوسع على أمتك فإن فارس والروم وسع عليهم وأعطوا الدنيا وهم لا يعبدون الله، وكان متكئا فجلس فقال: أو في شك أنت يا ابن الخطاب!! أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا". وننبه في الختام إلى أن أهم سبب في عدم فهم كثير من النصارى للإسلام على وجهه الصحيح هو تقصير المسلمين في دعوتهم للإسلام وبيانه لهم، وكذلك بعد المسلمين أنفسهم عن حقيقة الإسلام، وممارستهم لأعمال لا يقرها الإسلام. نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات