كرامات الشهداء ومنزلتهم

0 472

السؤال

ما هي كرامات الشهداء ومنزلتهم؟ وهل هناك درجة أعظم من الشهادة يستطيع الإنسان أن يقوم بها إن لم يستطع الجهاد؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن كان مقصود السائل بقوله: "كرامات الشهداء"، ما يحصل لهم بعد موتهم من العلامات الدالة على صدقهم وقبول الله لهم، فإن هذا كثير لا يمكن حصره، فمنهم من تشم منه رائحة المسك، ومنهم من يموت وهو يبتسم، ومنهم من يرى على وجهه الانشراح والنور، وإن كان مقصوده ما أعد الله لهم، فقد جاءت الآيات القرآنية والأحاديث تترى في بيان فضل الشهداء، فمنها قوله تعالى: ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون * يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين [آل عمران:169-171].

وقال صلى الله عليه وسلم: ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد، يتمنى أن يرجع إلى الدنيا، فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة، وفي رواية: لما يرى من فضل الشهادة. رواه الشيخان عن أنس بن مالك.

وقول السائل: هل هناك درجة أعظم من الشهادة.. الخ، الجواب عليه هو نعم، فدرجة الصديق أعلى من درجة الشهيد، قال تعالى: ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا [النساء:69]، وقال تعالى: أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم [الحديد: 19]، قال ابن كثير -رحمه الله تعالى- في تفسيره: ولا شك أن ‌الصديق ‌أعلى ‌مقاما من الشهيد، كما رواه الإمام مالك بن أنس، رحمه الله، في كتابه الموطأ، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم، كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب، لتفاضل ما بينهم". قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: "بلى والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين".
اتفق البخاري ومسلم على إخراجه من حديث مالك، به.
 انتهـى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة