السؤال
الإسلام دين عظيم، لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا أوردها، وبالتالي لم يهمل أهم عوامل بناء المجتمع وهو الأسرة، حيث وضع لها التنظيم الدقيق والحسن. من هنا جاء حق النفقة ووجوبها على الزوج، وبذات الوقت جعل حقه على الزوجة وطاعتها له أول أولوياتها، بعد طاعته عز وجل، وطاعة رسوله، حتى إنها قدمت على طاعة الوالدين اللذين ذكرهما عز وجل في كتابه بالإحسان إليهم عقب ذكر عبادته.
ولكني وددت السؤال لو تكرمتم: هل فضل الوالدين أعظم أم فضل الزوج؟ وأنا هنا أقول: الفضل وليس الحق؛ لأن من الطبيعي أن يقدم حق الزوج؛ لما فيه من حفظ كيان الأسرة، لكن هنا أسأل.
1- حب الوالدين حب غير مشروط أبدا، وهما الوحيدان في العالم اللذان سيحبان ابنهما أو بنتهما، وسيقدمان لهما كل شيء دون انتظار أي مقابل. بل كل ما سيريدانه من الأولاد هو مصلحتهم، وتعليمهم وتفوقهم في الحياة. حتى وإن كان الطفل عديم الفائدة في بيته، وحتى وإن أخطأ، فهما يظلان يحبانه، ويعتنيان به، ويقدمان له النفقة والحب.
2- في المقابل حب الزوج هو حب مشروط، يقوم على تبادل المنفعة، أي على خدمة الزوجة له وطاعتها له، وإذا ما تركت تلك الطاعة، ترك نفقتها وما إلى ذلك، وإن أخطأت قد يصل الأمر للطلاق. أي أنه حب وتقديم للرعاية والنفقة بمقابل منتظر، وهذا طبيعي.
وربما من هنا أيضا وجب تقديم طاعة الزوج إذا تعارضت مع طاعة الأبوين، هما لن يكرها ابنتهما مما حصل وحدث، على النقيض من الزوج فقد يدمر بيت الأسرة. والإسلام دين يحفظ البيت وكيانه، ويحفظ الأسرة ليحفظ المجتمع من الفساد.
وهنا أعيد سؤالي: أيهما أعظم فضل الوالدين أم الزوج؟ الفضل وليس الحق، فلربما حق الزوج الذي أصبح فوق حق الوالدين، يعد من قبيل الحفاظ على الأسرة كذلك؟ مع عدم إنكار حق الزوج وفضله بأي شكل من الأشكال؟ أم لأن الوالدين جبلا على حب الأبناء، بينما الزوج هو محض أجنبي، فكان له الفضل؟