السؤال
هل يطيع الشخص أمه إذا أمرته بترك حفظ القرآن الكريم، وحفظه في وقت لاحق؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق في الفتوى: 76303. بيان أن طاعة الوالدين لا تجب بإطلاق، وأنها تجب فيما لهما فيه غرض صحيح، وحيث لا ضرر على الولد. فإن منع الوالدان ولدهما من حفظ القرآن في وقت معين لمقصد صحيح؛ كحاجتهما إليه في خدمة ونحوها، فيجب عليه طاعتهما، وإن لم يكن لهما غرض صحيح، فلا طاعة لهما؛ لأن أمرهما نشأ عن هوى وصد عن خير لغير قصد معتبر.
وسبق أن بينا في الفتوى: 102621. أن الوالدين لو أطيعا في ترك السنن بصفة مستمرة حيث لا غرض صحيحا لهما في الأمر بالترك، وكذا في ترك الواجبات لتبدلت شريعة الله، وصارت شريعة الآباء، ولضاعت شعائر الدين لا سيما في هذا الزمن الذي انتشر فيه الجهل، وصار فيه كثير من الآباء لجهلهم لا يهمهم إلا طاعة أولادهم لهم، ولو كانت على حساب الشريعة.
وقد نص أهل العلم على جواز سفر الولد بغير إذن الوالدين للتجارة ونحوها إذا لم يكن في ذلك ضرر عليه بأن يكون الطريق مأمونا مثلا، ويمكن مطالعة الفتوى: 142271.
فلا يطاعان هنا أيضا إذا لم يكن في ذلك مقصد معتبر جريا على ذلك الضابط المذكور سابقا.
والله أعلم.