مهما تعاظم الذنب فهو في جناب عفو الله غير عظيم

0 283

السؤال

هل يقبل الله التوبة من جميع الذنوب ويغفرها دون أن يعاقب عليها يوم القيامة

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد بين الله تعالى في القرآن سعة رحمته، ودلنا رسوله صلى الله عليه وسلم على المسارعة إليها والمبادرة بها، فقال الله تعالى: وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون [النور:31]. ووعد التائبين إليه بأن يتوب عليهم، فقال الله تعالى: ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم [التوبة:104]، وقال الله تعالى: ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم [التوبة:118]، وقال الله تعالى: إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما [الفرقان:70]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها قبل منه. رواه أحمد وهو صحيح، وراجع في هذا الفتاوى ذات الأرقام التالية: 22413، 35144، 11013، 29966، 19812. ولتعلم يا أخي الكريم أن الذنب مهما تعاظم فهو في جناب عفو الله غير عظيم، قال الشاعر: تعاظمني ذنبي فلما قرنته ===== بعفوك ربي كان عفوك أعظما وقد وعد الله تعالى بأن يغفر كل ذنب تاب منه المرء ولو كان الشرك بالله، أما إذا لم يتب فهو في مشيئة الله تعالى إن شاء غفر له وإن شاء عاقبه، ويستثنى من ذلك أمران: الأول: الشرك بالله تعالى، فقد قال الله عز وجل: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما [النساء:48]. الثاني: ترك الصلاة، فالراجح أن تاركها كافر، فيدخل في الحكم الأول (أي الكفر)، وراجع في هذا الفتوى رقم: 3275. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات