مشروعية إيقاظ الأب للصلاة بالرفق

0 23

السؤال

أبي دائما يتأخر في النوم، ولا يستيقظ لصلاة الفجر. وعندما أوقظه لصلاة الفجر وأصر وألح عليه يستيقظ، ولكن يقول لي إن ما أفعله خطأ، ولا يجب أن أوقظه؛ لأن النائم معذور وأن النوم يغلبه، مع العلم أنه يتأخر في النوم ليس لشيء مهم، بل على وسائل التواصل الاجتماعي.
فهل أنا مذنب وعاق؛ لأني أصر عليه حتى يستيقظ، حيث إني أوقظه ثلاث مرات أو مرتين بين المرة والمرة 5 دقائق، حتى أتأكد أنه استيقظ مع أنه يجيبني من المرة الأولى بأن أتركه لكي ينام. فقد بدأ يدخل علي وسواس أني مذنب فيما أفعل، وخصوصا أن أختي تقول لي إن ما أفعله خطأ وأن لا شيء بالإجبار، وأني أفهم الدين بشكل خاطئ، على الرغم أنها تكون مستيقظة ولا تصلي أصلا، فهي تاركة للصلاة. أسأل الله أن يهديها. وهل أكون متماديا في الذنب إذا كان بعد أن يستيقظ ألح عليه ليصلي الفجر جماعة؛ لأنه يكسل ولا يريد أن ينزل إلى المسجد، ويقول لي: ليس لي مزاج، وسأصلي جماعة مع أمك.
وآسف على الإطالة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فلا حرج عليك أخي السائل في إيقاظ والدك للصلاة، وليس هذا من العقوق، بل من البر الذي تؤجر عليه إن شاء الله تعالى. ولكن توخى الحكمة والموعظة الحسنة حين تحاول إيقاظه.

 وكون النائم معذورا، لا يعني عدم مشروعية إيقاظه، فقد أيقظ النبي صلى الله عليه وسلم عائشة لصلاة الوتر؛ ففي مسند أحمد عن عائشة، قالت: أيقظني -تعني النبي صلى الله عليه وسلم- فقال: قومي فأوتري.

وقد نص الفقهاء على استحباب إيقاظ النائم للصلاة، بل بعضهم يرى وجوب إيقاظه.

جاء في شرح الخرشي على مختصر خليل: وهل يجب إيقاظ النائم؟ لا نص صريح في المذهب، إلا أن القرطبي قد قال: لا يبعد أن يقال إنه واجب في الواجب، ومندوب في المندوب؛ لأن النائم وإن لم يكن مكلفا، لكن مانعه سريع الزوال، فهو كالغافل، وتنبيه الغافل واجب. اهــ.

وقد بينا هذا في الفتوى: 130864.
وينبغي لك أيضا أن تجتهد في نصح أختك التاركة للصلاة؛ فإنها على خطر عظيم، فترك الصلاة كفر يدور بين الأكبر والأصغر. فاجتهد في نصحها، لعلك أن تكون سببا في نجاتها من عذاب الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة