السؤال
أنا عندي مشكلة مع الزوجة، نتشاجر دائما على أتفه الأسباب، لكن كلما حدث ذلك يومين أو ثلاثة أبادر بالصلح من أجل استمرار حياتنا الزوجية، وتجاوز ذلك. لكن هذه المرة تخاصمنا، أنا وزوجتي، وترفض التحدث معي تقريبا منذ شهر. هي عنيدة بعض الشيء، وأريد مصالحتها، لكن تتكبر، وتتبسل علي إن صح التعبير، وأنا مللت من ذلك، ولا ألمسها، أو أتحدث معها؛ رغم أننا نعيش في بيت واحد. أرجو الرد على رسالتي. وما حكم ذلك شرعا؟ ولكم جزيل الشكر والتقدير.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أيها الأخ الكريم أنه ما من أحد إلا ويحدث بينه وبين زوجته خلاف، وسوء تفاهم، وربما هجر أحدهما الآخر، وقد كان يحصل ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع أزواجه.
فعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه -قال: كنا معشر قريش قوما نغلب النساء، فلما قدمنا المدينة، وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم، قال: وكان منزلي في بني أمية بن زيد بالعوالي، فتغضبت يوما على امرأتي، فإذا هي تراجعني، فأنكرت أن تراجعني فقالت: ما تنكر أن أراجعك، فوالله إن أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- ليراجعنه، وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل، فانطلقت، فدخلت على حفصة فقلت: أتراجعين رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقالت: نعم، فقلت: أتهجره إحداكن اليوم إلى الليل؟ قالت: نعم، قلت: قد خاب من فعل ذلك منكن وخسر، أفتأمن إحداكن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فإذا هي قد هلكت، لا تراجعي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا تسأليه شيئا، وسليني ما بدا لك... الحديث. رواه مسلم وغيره.
فهذا خير الخلق الذي وصفه الله -عز وجل- بأنه على خلق عظيم تهجره الواحدة من زوجاته، ولا تكلمه اليوم والليلة، فهذا أمر طبيعي، ولا بد من حصوله بين الأزواج، لكن يجب أن يعالج هذا الموضوع حتى لا يصل إلى مرحلة يصعب فيها حله.
أما عن حكم الهجر الحاصل بينكما هذه المدة، فالأصل منعه، وإثم المتسبب فيه، والمصر على استمراره، لكن إن كان بسبب نشوز الزوجة، واستعلائها على زوجها، فقد أباح له الشارع إذا لم يفد فيها الوعظ، هجرها في الفراش شهرا، أو أكثر، بل ألحق به أيضا بعض العلماء هجرها في الكلام لعلها ترتدع وتؤوب لرشدها. وتراجع الفتوى: 40769.
والله أعلم.