الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لنا ولك الهداية، والسلامة من الزيغ والغواية.
واعلم أن علاج الوقوع في حمأة المعاصي، وفقدان حلاوة الإيمان، لا يحتاج إلى معلومات تسرد، بقدر حاجته إلى إرادة، وعزيمة صادقة.
فالعلاج معروف، لا يكاد يجهله أحد، لكن الشأن كل الشأن في الأخذ بالعلاج، والعمل به!
ومع هذا؛ فلا مانع من أن يلتمس الشخص واعظا يذكره بما غفل عنه.
والذي نوصيك به على كال حال هو: أن تبادر بالتوبة إلى الله عز وجل، وذلك بالندم، والاستغفار عما مضى، والإقلاع الفوري عن الذنوب، وعقد العزم على عدم الرجوع للذنوب مرة أخرى.
وعليك أن تحسن ظنك بالله، وأن تتضرع إليه سبحانه بأن يمن عليك بتوبة نصوح.
واحذر اليأس من روح الله، أو القنوط من رحمته؛ فإنها من كبائر الإثم.
ولتستيقن أنه لا كاشف لما بك إلا الله وحده، فلا جدوى من الشكوى إلى غيره.
ونوصيك بالاستعانة بالله تعالى، وإظهار الفاقة إليه؛ إذ لا سبيل لك إلى هداية أو إنابة، إلا بمعونته وفضله.
وأعقب إساءتك بإحسان وطاعة تكون كفارة لها.
وحافظ على الصلوات الفرائض بخشوعها؛ فهي سياج حصين عن الوقوع في ما يكره الله.
واتخذ رفقة صالحة تعينك إن ذكرت، وتذكرك إن غفلت.
وأقبل على كتاب الله استماعا، وتلاوة، وتدبرا؛ فهو نور الصدور، وشفاء القلوب.
وأما قولك: (والحل لذلك أن أترك أسرتي؛ لأرضي ربي من أجل أن أتعلم العلم الأخروي)، فليس بصحيح بإطلاق، وما يدريك لعلها حيلة نفسية للتملص من التوبة؛ بحجة انتظار السفر لطلب العلم!
نعم؛ العلم الشرعي من خير الوسائل المعينة على الهداية، وصلاح القلب، لكن لا يشترط لطب العلم ترك الأسرة ومفارقتها، فوسائل تحصيل العلم الآن سهلة ميسرة في كل مكان مع وجود تسجيلات دروس العلماء في مختلف العلوم على شبكة الإنترنت، وانظر الفتوى: 194451.
وراجع المزيد حول وسائل إصلاح القلب، وتقوية الإيمان، في الفتويين: 10800، 136724.
وراجع في بيان حرمة مشاهدة الأفلام الإباحية، وممارسة العادة السرية، وبيان وسائل التخلص منها، الفتاوى: 277255، 137744، 7170.
والله أعلم.