السؤال
أنا مراهق عندي 15 سنة، ألتزم بواجباتي كلها، مواظب أدعو الله وكل شيء. ولكن!! ولكن !!!في أحد الأيام كنت أتصفح شبكة الانترنت، إذا بي أشاهد صورة إباحية لفتاة أعجبتني كثيرا ظهرت تلقائيا. تلك اللحظة فزعت وخرجت من غرفتي، من ذلك اليوم وأنا مدمن على مشاهدة صور وشرائط تلك الفتاة، مع العلم أنني أشاهدها اليوم بأكمله، ثم أمل وأغيب عنها أسبوعا كاملا، ثم أرجع لمشاهدة تلك الفتاة فقط مع العلم أنني أشاهدها لوحدها. ولكن لاحظت عند اقتراب انتهاء الأسبوع الذي كنت صائما فيه عن المشاهدة يبدأ قلبي يؤلمني، ولا أعود أركز عندما يتحدت معي الأشخاص أصبح مكتئبا ومنعزلا لا أقدر على الصبر، ثم أذهب لمشاهدة تلك الفتاة إذا بي أرتاح ويتفتح قلبي. لا أعرف ماذا يربطني مع تلك الفتاة !!!!المرجو أن تجدوا لي حلا أبديا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحل هو في اللجوء إلى الله تعالى، والتضرع بين يديه أن يقيك شر نفسك وشهواتها. قال تعالى مخبرا عن يوسف عليه السلام: قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ. {يوسف:33}.
فإنا نعظك أن تكون من الجاهلين بمخاطر وأضرار مشاهدة مثل هذه القبائح فتضر دينك ونفسك وتضر بعلاقتك ونفسيتك، وأولى لك الابتعاد عن هذا والتوبة إلى الله تعالى توبة نصوحا، واشغل وقتك بالأمور النافعة كطلب العلم والرياضة، ولا تتصفح النت إلا مع آخرين يستحى منهم.
واسمع إلى قول البشير النذير صلوات الله وسلامه عليه: كما لا يجتنى من الشوك العنب، كذلك لا ينزل الأبرار منازل الفجار، فاسلكوا أي طريق شئتم ، فأي طريق سلكتم وردتم على أهله. رواه أبو نعيم في حلية الأولياء، وحسنه الألباني. وقوله صلى الله عليه وسلم: كل الناس يغدو، فبائع نفسه، فمعتقها أو موبقها. رواه مسلم.
قال النووي: معناه كل إنسان يسعى بنفسه، فمنهم من يبيعها لله تعالى بطاعته فيعتقها من العذاب، ومنهم من يبيعها للشيطان والهوى باتباعهما فيوبقها أى يهلكها. اهـ.
فاتق الله وراقبه واعمل بما يرضيه تكن من الفائزين، كما قال تعالى: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ. {النور: 52}.
فلا بد من السعي في ترسيخ مخافة الله وخشيته في قلبك، وذلك عن طريق مطالعة الكتب وسماع المحاضرات المتعلقة باليوم الآخر والجنة والنار. وقد سبق لنا بيان علاقة ذلك بحصول الاستقامة والكف عن المعاصي، في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 25324، 18074، 7007، 10263.
وأما ما يتعلق بخصوص الصور الإباحية وشبكة الإنترنت وكيفية التخلص من ذلك، فراجع الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 111852، 23243، 66439، 65677.
ونسأل الله تعالى أن يصلحك ويوفقك ويلهمك رشدك، وأن يقيك شر نفسك وشر الشيطان وشركه.
والله أعلم.