السؤال
لقد قمت منذ أربع سنوات بعملية زنا مع إحدى النساء وقد قمت بالاستغفار وعدم الرجوع إلى ذلك لكن عقاب الله كان قاسيا فباب الرزق مقفول، ولا أجد عملا حتى السفر إلى الخارج أوروبا أو أمريكا أو الدول العربية يذهب قبل أن يأتي فما الحل عندكم. أداوم على الصلاة والصيام وأقوم بالأشياء الحسنة لكن لا أرى أي تحسن في وضعي واليوم أحاول الزواج من فتاة والنقود قليلة 1-هل الله لايغفر هذا الذنب وما الحل؟ 2-هل أصارح من أتزوجها بما فعلته من زنا؟ 3- هل عندما أعتمر إلى بيت الله الحرام في نية خالصة يغفر لي الله؟ * أخبروني ماذا أفعل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيا أخي الكريم بادىء ذي بدء أقول لك عفا الله عنك وغفر لك ذنبك ورزقك التوبة النصوح. وينبغي عليك أن تعلم أن الذنوب تفتح أبواب الشر على الإنسان في دينه ودنياه.. ففي دينه تفقده الخشوع في الصلاة ولذة المناجاة لله سبحانه كما أنها تحرمه الخير في كثير من العبادات فلا يوفق لأدائها. نسأل الله العافية والسلامة. وفي دنياه فإنها تكون سببا لتغيير أموره، وتضييق معيشته وتجعله يعيش في وحشة من الناس وتشغل عليه باله وتفكيره، وتجعله يعيش في أرق وهم ونكد لا نهاية له؛ إلا إذا عاد إلى الله وصدق في العودة واللجوء إليه سبحانه.
ثم أخي الكريم كيف تنسب انسداد أبواب الرزق إلى الله مباشرة وتنسى أن لهذا الانسداد أسبابا. وقد قال عليه الصلاة والسلام: "إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه" رواه أحمد وابن ماجه وحسنه السيوطي.
ثم كيف أخي الكريم لم يكن همك في سؤالك إلا أن أبواب العمل مقفلة ونسيت فضل الله عليك يوم أن سترك، ولم يفضحك، ونسيت أيضا أن تحمد الله على أنه لم يقبض روحك وأنت تقارف هذا الجرم العظيم فأمهلك حتى تبت ورجعت إليه ولم تتذكر إلا أعمال الدنيا وأنها مقفلة!! فارجع يا أخي باللوم على نفسك وعض أصابع الندم. كما أني أقول لك: لقد أحسنت كل الإحسان حينما بحثت عن الحلال وثق بأن الله سييسر أمورك خاصة وأنت تتحرى الحلال قال الله تعالى: (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله).[ النور : 32 ] . وثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال: "ثلاثة حق على الله إعانتهم.. وذكر منهم الناكح يريد العفاف" رواه الترمذي والنسائي . كما أنه من الواجب عليك وقد سترك الله أن لا تخبر أحدا بما قد فعلته سابقا لا زوجتك ولا غيرها لأن التوبة تهدم ما قبلها ولا تهتك ستر الله عليك، وثق تمام الثقة بأن عودتك الصادقة إلى الله وتجديد النية وإخلاصها لله سبحانه وتعالى سيكونان إن شاء الله سببا لغفران الله لك، ولا تيأس ولا تقنط من رحمة الله. قال تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم). [ الزمر :53] وإن شاء الله تكون عمرتك لبيت الله الحرام كفارة لما مضى. والله يختم لنا ولك بخاتمة الحسنى وصلى الله على محمد وآله وصحبه.