السؤال
أعمل مهندسا بإحدى الشركات المرموقة ومند سنتين أكرمني اللة بالزواج و لي الآن ابنة اسمها سلمى. مشكلتي بدأت عندما توفي والدي منذ سنة وأضحت أمي المسنة وحيدة في بيتها. زوجتي رفضت الإقامة مع والدتي ودائمة الشجار معي حتى على زياراتي المتتابعة لها ظنا منها أن وقتي كله أصبح ليس ملكها. حاولت مرارا وتكرارا أن أوضح لها مكانة الأم في الإسلام لعلها تقتنع و لكني فشلت وكانت في كل مرة تأخدها الغيرة الأمر الذي أدى إلى اتساع هوة الخلاف بينا ووصل إلى الطلاق في كثير من الأحيان. أرجو من فضيلتك الرد بأسهاب عن طبيعة هذة المشكلة موضحا الصفات التي يجب أن تتحلى بها الزوجة والأكثر أفضلية تكون لمن للزوجة أم للأم.
الإجابــة
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن للأم منزلة عظيمة في الإسلام، وأن من الواجب البر بها والإحسان إليها، قال تعالى: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا (الإسراء: 23). وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك.
وروى ابن ماجه من حديث معاوية بن جاهمة السلمي الطويل وفيه: فقلت: يا رسول الله: إني كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة، قال: ويحك أحية أمك؟ قلت نعم يا رسول الله، قال: ويحك الزم رجلها فثم الجنة..
هذه بعض النصوص التي تبين مكانة الأم، والذي ننصحك به هو أن تجتهد في إقناع زوجتك، وأن تستعمل أحسن الأساليب، وأن تتحين أفضل الأوقات لذلك، فإن اقتنعت فالحمد لله، وإلا، فحق الأم في هذه الحالة مقدم على حق الزوجة.
قال ابن حزم في "المحلى": وإن كان الأب والأم محتاجين إلى خدمة الابن أو الابنة -الناكح أو غير الناكح- لم يجز للابن ولا للابنة الرحيل ولا تضييع الأبوين أصلا، وحقهما أوجب من حق الزوج أو الزوجة. انتهى المقصود. وراجع الجواب رقم: 1249.
والله أعلم.