السؤال
كنت أشرب الخمر، لكني كنت أصلي في جماعة، وقد تبت منها الآن -والحمد لله-، فهل الصلوات التي كنت أصليها مقبولة؟
كنت أشرب الخمر، لكني كنت أصلي في جماعة، وقد تبت منها الآن -والحمد لله-، فهل الصلوات التي كنت أصليها مقبولة؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإننا أولا نحمد الله تعالى على توبتك، ونسأله جل في علاه أن يوفقك لتحقيقها، كما يحب ويرضى، وأن يتقبلها منك.
وقد بينا سابقا أن التوبة النصوح يبدل الله سيئات صاحبها حسنات، كما في الفتوى: 420931.
وأما قبول الصلوات قبل التوبة؛ فقد جاء الوعيد بأن الله تعالى لا يقبل صلاة شارب الخمر أربعين يوما، كما في حديث: من شرب الخمر وسكر، لم تقبل له صلاة أربعين صباحا، وإن مات دخل النار، فإن تاب، تاب الله عليه، وإن عاد فشرب، فسكر، لم تقبل له صلاة أربعين صباحا، فإن مات، دخل النار، فإن تاب، تاب الله عليه، وإن عاد فشرب، فسكر، لم تقبل له صلاة أربعين صباحا، فإن مات، دخل النار، فإن تاب، تاب الله عليه، وإن عاد، كان حقا على الله أن يسقيه من ردغة الخبال يوم القيامة قالوا: يا رسول الله، وما ردغة الخبال؟ قال: عصارة أهل النار. رواه الترمذي، وابن ماجه، وغيرهما، واللفظ لابن ماجه.
ولكن هذا الوعيد لا يلزم أن يتحقق، فقد يتجاوز الله عن العبد، ويتفضل عليه، فلا يعاقبه بما توعده به، وهذه صفة كمال لله تعالى، وقد بينا هذا بما يغني عن الإعادة هنا، فانظر الفتوى: 432190 عن شارب الخمر هل يثاب على صلاته، وهل يناله الوعيد المترتب على ذلك؟
فاجتهد في المحافظة على التوبة، واحذر العودة إلى شرب الخمر -وقانا الله وإياك الشر كله-.
والله أعلم.