السؤال
في السنوات الأخيرة بدأ أبي يحافظ على صحته جدا، وانقطع عن أكل كثير من المأكولات السكرية، وغير ذلك، وبدأ ينبه علي حينما يراني آكل الخبز، أو السكريات، أو أشرب العصير، أنها ضارة، ومن حين لآخر يقول لي: لا تتناول هذه الأشياء؛ وصار ينبهني أنه يلزمني أكل السلطة مثلا مع أنني لا أحبها، ولا أستطيع أكلها إلا بمشقة.
سألت أبي الكريم مرة عن هذه الأوامر -أي: عدم شرب العصير كثيرا، وغير ذلك-: هل أنا ملزم باتباعها أم هي نصائح فقط؟ فقال لي: إنها نصائح، لكن المشكلة أنه لا يزال إلى يومنا هذا يأمرني من حين إلى آخر بأن أنقص شرب العصير، وأكل الخبز مثلا، لكنني أخشى إذا اتبعت أوامره أن أنحف كثيرا، علما أنني نحيف أصلا، ويأمرني أن أترك صيام بعض الأيام، فأنا أكثر من صيام النفل -ولله الحمد-، فإذا لم أتبع أوامر أبي في عدم الإكثار من أكل الخبز وغيره؛ بنية المحافظة على وزني؛ لئلا يأمرني بترك صيام النافلة؛ فهل ذلك يعد عقوقا؟ مع العلم أن أبي لا يغضب إذا رآني آكل هذه الأشياء، ولكنه يأمرني أن أتركها، أو أقلل منها، فأرجو النصيحة في هذه القضية؛ إذ قرأت أنه تجب طاعة الوالد إذا كان له سبب، أو مقصد حسن، ولو نظرنا إلى أوامره؛ فإنه يريد الحفاظ على صحتي في المستقبل، فهل يجوز لي أن أستمر في تناول الخبز، وهذه الأشياء؛ حتى لا أنحف، فيأمرني أبي بتقليل صيام النافلة؟