الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل المولى الكريم أن يجعل لك من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، وأن يوفقك في دراستك، وييسر لك النجاح؛ إنه سميع قريب.
ونوصيك بالاستمرار في دعائه، والالتجاء إليه، ولا تيأسي أبدا، أو تنقطعي عن الدعاء، وثقي بالإجابة، فقد ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي. وفي مسند أحمد، وسنن الترمذي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه. هذا أولا.
ثانيا: عليك بالصبر؛ فإنه مفتاح لكل خير، وباعث على التفكير السليم، والتروي في الأمر، وعاقبة الصبر خير، كما روى مسلم عن صهيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر؛ فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر؛ فكان خيرا له.
وهذا بخلاف الجزع؛ فإنه يغم النفس، ويشتت الفكر، ولا يدفع مرهوبا، ولا يأتي بمرغوب، وإنما يبعث على الحسرة، والندامة.
ثالثا: أكثري من ذكر الله تعالى في كل حين؛ فالذكر يريح النفس، ويجعلها هادئة مطمئنة؛ فينعكس ذلك عليها خيرا، وبركة، قال تعالى: الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب {الرعد:28}، قال ابن القيم في "الوابل الصيب" وهو يتحدث عن فوائد الذكر: ما استجلبت نعم الله عز وجل، واستدفعت نقمة بمثل ذكر الله تعالى؛ فالذكر جلاب للنعم، دافع للنقم، قال سبحانه وتعالى: {إن الله يدافع عن الذين آمنوا}، وفي القراءة الأخرى: {إن الله يدفع}، فدفعه ودفاعه عنهم بحسب قوة إيمانهم، وكماله، ومادة الإيمان، وقوته بذكر الله تعالى.
فمن كان أكمل إيمانا، وأكثر ذكرا؛ كان دفع الله تعالى عنه ودفاعه أعظم، ومن نقص؛ نقص، ذكرا بذكر، ونسيانا بنسيان.
وقال سبحانه وتعالى: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم}، والذكر رأس الشكر -كما تقدم-، والشكر جلاب النعم، وموجب للمزيد، قال بعض السلف -رحمة الله عليهم-: ما أقبح الغفلة عن ذكر من لا يغفل عن ذكرك. اهـ.
رابعا: احرصي على صحبة الصالحات الناصحات، الناجحات في الدراسة؛ لتبثي لهن همومك، ويكن عونا لك، وتجدين منهن التوجيه الحسن، فهن زين في الرخاء، وعدة في البلاء، كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقول: عليك بإخوان الصدق، فعش في أكنافهم؛ فإنهم زين في الرخاء، وعدة في البلاء. رواه ابن أبي الدنيا في كتاب: "الإخوان".
خامسا: اجتهدي في التماس الأسباب التي أثرت على مستواك العلمي، ومعرفة المعوقات التي تحول دون الارتقاء في سلم النجاح.
فإذا أدركت هذه الأسباب، أمكنك العمل على علاج كل واحد منها بما يناسب من الحلول -ونعني هنا الأسباب والمعوقات العادية-.
وإذا لم يظهر أمر عادي؛ فلا يبعد أن يكون هنالك شيء من السحر، أو العين، ونحو ذلك.
فعليك بالرقية الشرعية من القرآن، والأذكار والأدعية النبوية.
والأفضل أن ترقي نفسك بنفسك.
وإذا احتجت لرقية غيرك؛ فلا بأس، وتحري الصالحين، وأهل الاستقامة في العقيدة والعمل، واحذري الدجالين، والمشعوذين.
ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات في الموقع عبر الرابط التالي: http://www.islamweb.net/ar/consult/index.php
والله أعلم.