السؤال
أنا فتاة في 20 من عمري. تركنا والدي منذ أكثر من 10 سنوات؛ بسبب ظلمه الشديد، وطغيانه. فهو لم يترك له حبيبا أو أخا. وهو الآن مريض في قدميه، ويطلب رؤيتي بعد أكثر من 10 سنوات طلب فيها رؤيتي مرة أو مرتين لا أكثر. أنا أكرهه كثيرا، وأتمنى موته كل لحظة.
هل حرام إذا امتنعت عن رؤيته لي، رغم طلبه؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فحق الوالد على ولده عظيم، ولا يسقط حقه بظلمه، أو إساءته إلى ولده، فإن الله قد أمر بالمصاحبة بالمعروف للوالدين المشركين اللذين يأمران ولدهما بالشرك، قال تعالى: وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا {لقمان:15}.
وعقد البخاري في كتابه الأدب المفرد بابا أسماه: باب بر والديه وإن ظلما ـ وأورد تحته أثرا عن ابن عباس ـ رضي الله عنهماـ قال: ما من مسلم له والدان مسلمان، يصبح إليهما محتسبا، إلا فتح له الله بابين ـ يعني: من الجنة ـ وإن كان واحدا فواحد، وإن أغضب أحدهما، لم يرض الله عنه حتى يرضى عنه. قيل: وإن ظلماه؟ قال: وإن ظلماه. انتهى.
وعليه؛ فيحرم عليك منع أبيك من رؤيتك، بل الواجب عليك المبادرة ببره، والتوبة إلى الله -تعالى- من قطيعته، وراجعي الفتوى: 387106.
والله أعلم.