طاعة الوالدين في تأخير الزواج للمحتاج إليه

0 12

السؤال

أنا شاب أجد مشكلة كبيرة مع والدي اللذين يمنعانني من الزواج لأسباب لا علاقة لها بالدين، كصغر السن عندهم -علما أني أبلغ 32 سنة-، أو نحن من سيختار لك شريكة الحياة، أو أنت مجبر على أن تتزوج موظفة، علما أني أريد ربة بيت.
وبعد أن عرضت عليهم أمر الزواج، وأني أريد أن أعف نفسي، ولا أريد الوقوع في الزنى؛ قالت لي: اذهب، وافعل كما يفعل الشباب -أي افسد مع البنات-، وأصبحت لا تكلمني، ولا تنظر إلى وجهي بعد أن عرضت عليها أمر الزواج، فأرجو أن تفتنوني في كربي هذا من حيث الحكم الشرعي، والحلول الممكنة، علما أني أمارس العادة السرية، وأزني أحيانا.

الإجابــة

 الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فلا ريب في كون الزنى من أفحش الذنوب، ومن أكبر الكبائر؛ ولذلك نهى الله تعالى عن مقاربته، ومخالطة أسبابه ودواعيه، قال تعالى: ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا {الإسراء:32}.

فالواجب عليك المبادرة بالتوبة إلى الله تعالى مما وقعت فيه من الزنى، وكذا عليك التوبة من الوقوع في الاستمناء، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه، مع الستر على النفس، وعدم المجاهرة بالذنب..

واعلم أن الزواج يجب على من يخشى الوقوع في الزنى، قال البهوتي -رحمه الله-: ويجب النكاح بنذر، وعلى من يخاف بتركه زنى، وقدر على نكاح حرة، ولو كان خوفه ذلك ظنا ... لأنه يلزمه إعفاف نفسه، وصرفها عن الحرام، وطريقه النكاح. انتهى.

فالواجب عليك إن كنت قادرا على الزواج؛ أن تبادر به على الفور، ولا طاعة لوالديك في تأخير الزواج في هذه الحالة؛ فإن الطاعة إنما تكون في المعروف، ولا تجوز في ترك واجب.

فحاول إقناع والديك بتعجيل الزواج وبين لهما ما في تعجيله من مصلحة دينية ودنيوية، وما في تأخيره من مفاسد كذلك، وتلطف معهما في القول. 

وإذا لم تكن قادرا على الزواج في الحال؛ فعليك أن تصبر وتستعف؛ بكثرة الصوم، مع حفظ السمع والبصر، والبعد عن مواطن الفتن، واجتناب ما يثير الشهوة، وشغل الأوقات بالأعمال النافعة، مع الاستعانة بالله عز وجل، والاعتصام به، وكثرة الذكر والدعاء، وراجع الفتويين التاليتين: 23231،  7170.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة