الحياة الزوجية تقوم على التعاون بين الزوجين

0 22

السؤال

زوجتي لا تريد إرضاع الولد الصغير -عمره 5 أشهر- رضاعة طبيعية، علما أنها لا تشتكي من أي مرض عضوي، وهي لا تعمل -لأني اشترطت عليها هذا منذ البداية، وطلبت منها الاهتمام بالبيت والأولاد-، ولا أحملها أي شيء آخر، إلا أنها -كما ذكرت سابقا في سؤالي- ترفض أغلب الأمور التي أطلبها منها؛ وذلك لأنها لم تتعود على العمل، أو تحمل المسؤولية -مع الأسف- في بيت أبيها، رغم أن أمها تعمل في بيتها، والأمر الذي لا أفهمه أن أمها تطلب منها عندما تكون عندها أن لا تقوم بأي عمل نهائيا، وهذا الأمر كان يحدث قبل الزواج، فأمها وأبوها قد ربوها على ذلك، وقد تحدثت مع أبيها وأمها في هذا الأمر أكثر من مرة -أمها تكون خالتي، فأنا متزوج من بنت خالتي- بطريقة غير مباشرة ومباشرة، إلا أن شيئا لم يتغير.
وأنا الآن مسافر في الخارج أبحث عن عمل، وطلباتها كلها مجابة، فقد ورثت عن أمي وأبي ما يكفينا -والحمد لله-.
ابني عبد الرحمن كان يعاني من نقص حاد في وزنه في الشهور الأولى، وقد حذر الطبيب من خطورة الأمر، وتأثير ذلك على نموه العقلي والحركي، إلا أنها كانت ترفض أن ترضعه بشكل طبيعي؛ لأنها كانت ترضع أخاه الذي كان عمره سنة ونصف وقتها؛ بحجة أنها تخاف على مشاعر أخيه؛ لأنه قد يتأثر.
وقد حاولت إقناعها أكثر من مرة؛ حتى إنني غضبت منها أكثر من مرة، ورفعت صوتي، فكانت ترضعه قليلا، ثم تعود كما كانت.
والطفل الآن لا يرضع رضاعة طبيعية، وإنما صناعية، وأخوه قد فطم -والحمد لله-، وما زالت ترفض الرضاعة الطبيعية؛ لأنها تقول: إن الأمر شاق عليها، ومتعب، وتقول لي: ادع الله لي أن يعينني.
وهي الآن في بيت أهلها، وأنا مسافر، وابني الآن عمره خمسة أشهر، ومتأخر حركيا جدا، فلا يستطيع أن يجلس، أو أن يحمل رأسه باستقامة، وكأنه ابن الثالثة، فهل ما تفعله حلال أو حرام؟ وماذا أستطيع أن أفعل معها؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فالراجح من كلام أهل العلم أنه يجب على الزوجة أن تقوم بما يجري به العرف، من خدمة زوجها، كما هو مبين في الفتوى: 13158

وراجع في حكم إرضاع الأم لولدها الفتوى: 31165، والفتوى: 24739.

 والذي ننصح به التفاهم بين الزوجين في مثل هذا، ومراعاة مصلحة الطفل، ومصلحة الأسرة واستقرارها، وتجنب كل ما يؤدي للنزاع؛ ليتحقق أعظم مقاصد الشرع من الزواج، وهو السكون، والاستقرار، كما قال تعالى: ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون {الروم:21}.

وينبغي استحضار أن الحياة الزوجية تقوم على التعاون بين الزوجين، وهي في الحقيقة تكاملية كل من الزوجين يخدم الآخر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة