السؤال
هل يغفر الله الذنوب جميعا؟ وكيف نبتعد عنها؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم -أخي الكريم- أن رحمة الله واسعة، ومن سعة رحمته أنه يغفر الذنوب جميعا، وإن بلغت ما بلغت، لمن تاب منها وأناب، قال الله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم [الزمر:53].
ولمعرفة شروط التوبة، انظر الفتوى: 5450.
ومما يعين على البعد عن الذنوب: مصاحبة الصالحين، وملازمة أهل الخير، وترك صحبة من تجلب صحبتهم المآثم والشرور، قال تعالى: واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا {الكهف:28}.
ومما يعين على الطاعات، واجتناب المعاصي والسيئات: الإكثار من حضور حلق الذكر، ومجالس العلم؛ فإن ذلك مما يزيد الإيمان، ويقوي الوازع لدى المرء، فيحمله على فعل البر، واجتناب المنكر.
والتفكر في الموت، وما بعده من الأهوال العظام، والأمور الجسام، واستحضار أن الأجل مغيب عن العبد، وأن الموت قد يأتيه من حيث لا يشعر أو يحتسب، واستشعار مراقبة الله للعبد وأنه مطلع عليه، محيط به، لا يخفى عليه شيء من أمره. كل ذلك مما يعينه على الاستقامة والثبات.
نسأل المولى -سبحانه- أن يؤتيك من لدنه رحمه، وأن يهيئ لك من أمرك رشدا.
والله أعلم.